أنا خايف ياسعد..
الأربعاء-2017-06-14 11:52 am

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - عبد الهادي راجي المجالي
أنا خايف ياسعد ...حين تنهار القيم تماما...وتصبح قصتنا حفل شذوذ ..ويخرج صوت من رحم البيروقراط الرسمي كي يدافع بكل ما أوتي عن قوة عن هذا الحفل ويعتبره حرية شخصية ...حتما أنا خايف .
هل قلت (شذوذ) ؟؟...الشذوذ يا سعد أبعد مما نفهم ونعرف ونفكر .. زمان يا سعد ..كنا نعلق صور صدام حسين على جدران الغرف , وعلى صفحات كتبنا لأن صدام كان عنوان الرفض , ولأن وجهه العربي كان يلهمنا ولأنه كان يخوض الحرب من دون خوف ...وذات يوم في رمضان أطلق التلفاز العراقي بيانا عام (1987)..أكد فيه أن معارك رمضان مبارك قد بدأت في القاطع الجنوبي وتوجت بمعركة الفاو ...كنا نتمنى أن يكون لنا ذات الوجه الذي هو له ..وذات الشارب وذات العيون حين نكبر ...ونحن الان يا سعد أطلقنا معارك رمضان مبارك ..
معاركنا في رمضان المبارك..دجاج فاسد , وحفلات سمر تقيمها مراكز ممولة ...ونقفز عن جاسوسيتها ونقول ممولة , وهي مراكر تجسس وعمالة ..ويتقاطر الرسميون ويفرحون لنشر صورهم ...وبلاغات من الداخلية تلغي حفلا للشواذ ..وانتصار للشعب على الشواذ ...صولاتنا في رمضان مبارك مبارك يا سعد هي بلاغ من وزير الداخلية , وابتسامة للوزير الرائع (ميمو) في حفلة رمضانية إعلامية ..ابتسامتك ياسيدي أقوى من الكاتيوشا فقد فجرت في قلوب أعدائنا الحسرة ..فالحمد لله .
أنا خايف يا سعد ..خايف , وأتذكر معارك رمضان مبارك ...كان نصف الشباب من الكرك يدرسون في البصرة وبعضهم في بغداد ..وكنت بعثيا بالفطرة ..وتعلمت للتو أن استمع لرياض أحمد ..( من تزعل) ..وكنا على طفولتنا نتابع تلك الملحمة التي أطلقها صدام حسين ...وقد قيل أن قوات حمورابي تقدمت في المحمرة بإسناد من الفيلق السابع ...والحمد لله يا سعد معارك رمضان مبارك لدينا تتقدم فيه الان مذيعات فاتنات وتنشر صورهن في المواقع ..وقد اخترقن قلوب الرجال والقصف مستمر .... وثمة أعيان وسادة نواب ورجل في منصب إعلامي مهم -رعاه الله -..لا يترك حفلة إلا (والار بي جي) على كتفه ...هل تذكر ياسعد عبدالجبار محسن , حين أصدر البيان رقم 112 بعد الألف ..هل تذكر حين أطبق الفيلق الثالث عليهم في السليمانية , وحين كلف السيد الرئيس ماهر عبدالرشيد قائد الحرس الجمهوري بأن تتموضع القطعات في الجنوب ...ونحن مثلهم ياسعد فقد تموضع السادة النواب والوزراء والكتاب والمذيعيون والمذيعات خلف الأراجيل الان ...وهناك مذيعة جميلة برزت للتو سددت سهام الأرجيلة ..في وجه مسؤول وقيل أن شظية من انفجار النفس الأخير مرت من جانب أنفه ...
رمضان مبارك ...وثمة أغنية أطلقتها إذاعة صوت الجماهير قيل أنها للمجموع ...إسمها (سالمة البصرة) ..وقدقيل وقتها أن قوات إيرانية بحسب ما بثت إذاعة لندن تسللت ..من شمال الأهواز باتجاه الطريق البري بين بغداد والبصرة وقطعته واستمر تموضعها هناك ليوم واحد ...يومها الرئيس نفسه قاد الهجوم المعاكس ..و من نفذ عملية دحرهم عن التراب العراقي هي :- قوات (حمورابي) بإسناد من الفيلق السابع ...نحن لدينا أيضا ذات المشهد, فقد تموضع أحدهم في فندق خمس نجوم ..وجاءت نصف الحكومة , ويقال أن الخطة تضمنت (الهند) حيث قام وزير مهم في الحكومة (بالتهنيد) على نائب ..واندحر النائب وخسر معركة الهند ..رمضان مبارك يا سعد ...
وثمة قطعات مساندة , مسلحة بالرشاشات الثقيلة (والميك اب) والعطر الفرنسي جاءت ..كي تسند أداء القوات البيروقراطية والتشريعية , والحمد لله أن الخطة نجحت ..
رمضان مبارك ....كيف جئت أيها الرئيس الشهيد إلى هذا العالم ..لماذا جئت أصلا ؟ ..حتى نتمنى ونحن صغارا أن نكون مثلك ؟ حتى نبقى نرسم صورك على الدفاتر ؟....حتى نبقى نتذكر ذاك الأدريناليين الذي تدفق ..في دمنا وأنت تهاتف اللواء الفذ ماهر عبدالرشيد في معركة الفاو وتقول له :- (ابوي ماهر أريد النار ما تخفت ..ومن يصل أول جندي ايحط علم العراق ع تراب الفاو)..كيف جئت ورمضان في زمنك كان حربا ودما ..والعراق كانت أدنى مكرماته على الأمة أن العروبة لا تكتمل إلا فيه ....وها نحن اليوم ياسيدي الرئيس نخوض معارك رمضان مبارك ..معاركنا موزعة بين حفل للشذوذ وبين أمسيات ثقافية لأندية ..وبين حفلات للأسرة الإعلامية , وقد ذكرتني تلك الأسرة ...بقرار ذات يوم أصدره الرئيس ...يقضي ...بتكثيف الضربات الصاروخية إلى ما هو أبعد من الأهداف العسكرية ...ونحن والحمد لله أصبحنا نكثف في الحفلات وفي الضربات ...والأسرة في حالة طواريء.
أنا خايف ياسعد ...فمنذ أن التفت تلك المشنقة على رقبة ذاك الرجل الذي كان حلما وأملا وكانت العروبة بين حاجبيه ..معقودة والدنيا كأنها في عيونه حرب وغرام ..منذ أن التفت تلك المشنقة على رقبته ... ماتت الايام والعروبة جريحة ..والأيام كأنها من قلق وتسير على قلق ..ولا تدري أين تتجه بنا ..
رمضان مبارك ...وذاك يا سعد ليس بياني الأول وإنما بكائي الأول ..وعلى الدنيا السلام .... وعلى روحك أيها الشهيد القائد صدام حسين الرحمة والفاتحة والسلام ...
عبدالهادي راجي المجالي

