النسخة الكاملة

هكذا كان الأمر.. وهكذا سيبقى

الإثنين-2017-06-12 12:02 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز- كتب: مصطفى توفيق أبو رمّان استتباب الأمر لعبد الله الأول لم يكن مردّه أن دولاً بعينها أرادت ذلك، ولا لأن تحالفات أسهمت بالاستقرار والقبول.. بل لأن أهل البلد.. كل أهل البلد.. ليس في البادية فقط، ولكن أيضاً في الريف والحضر.. رأوا فيه جامعاً يلتفون حوله ويحيطونه بسياجٍ من محبتهم، واستشرفوا في والده الحسين بن علي.. وفي نسل الهاشميين جميعهم.. ما يجعلهم يمنحونهم القيادة.. اختبروهم فإذا بهم عنوان وحدة.. وإذا بهم نبراس حكمة وحشمة ورجاحة عقل.. وسلاسة حكم.. هكذا كان الأمر في عهد الملك المؤسس.. وهكذا تواصل في عهد الملك طلال المشرّع المتواضع.. وصولاً للباني الحسين بن طلال طيب الله ثراه.. وليس انتهاء بعبد الله الثاني حفظه الله وأطال في عمره.. وإن أول سطر في مشروعية الهاشميين ودوام ملكهم، حفاظهم على الوحدة الوطنية من شتى الأصول والمنابت كخطٍّ أحمر.. وإعلانهم في كل مناسبة أن من يمس تلك الوحدة وهذا النسيج فهو عدوهم إلى يوم الدين.. وها نحن نردد وراء الملك الرشيد قائلين: إن من يمس هذه الوحدة فهو عدونا جميعنا في وطن الهاشميين إلى يوم الدين. لا أقصد هنا طرفاً بعينه، بل الأطراف جميعها، وأقربائي منهم قبل أي أحد، ممنوع مساس عماد بيتنا، ومدماك بقائنا وأمننا وأماننا الأول والأخير: الوحدة والتماسك والتعقل والحكمة المستقاة من حكمة الهاشميين ورجاحة عقولهم وسعة صدورهم وعظمة رحمتهم.. ليست الرياضة من يمس هذه الوحدة، ولا التسابق على العلم والعمل، ولا حب فلسطين، تمسها نفوس مريضة تصطاد في الماء العكر.. تمسها الحماقة من أي اتجاه جاءت، وفي أي اتجاه ذهبت.. يمسها اللئام على موائد الكرام.. يمسها أصحاب النزعة التفريقية، وعشاق الدعوات النتنة من عنصرية وإقليمية ومذهبية وطائفية ومناطقية، والحساد والنمّامون المثقلون بضغائن وأحمال كراهية لا قِبَلَ للطيبين بها.. العجرفة أيضاً، الخيلاء، عدم ترجيح العقل، الصلافة، العنف المجتمعي والاقتتال لأتفه الأسباب، مما قد يسهم في اضطرابات مجانية، وفزعات شيطانية، وشرور جاهلية.. لعل معظمكم قد التقط سبب مداخلتي هذه، نعم، إنه الفيديو إياه، ولكنني سأمتنع عن التعليق عليه، مكتفياً بكلامي أعلاه، فاللبيب من الإشارة يفهم. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير