النسخة الكاملة

أكلاف اللعب مع الأردن باهظة

الأحد-2017-06-04 11:16 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز- كتب:  عمر العساف هي المرة الثانية التي يخرج فيها رئيس هيئة الأركان المشتركة ليدلي بتصريحات غاية في الأهمية فيما يتعلق بالأزمة السورية واللهب المتصاعد إلينا من جنوب سوريا.
تصريح رئيس هيئة الأركان الفريق الركن محمود الفريحات جاء ضمن خبر اعتيادي «إفطار مع العسكر»، وجرى تمرير التصريح الذي فحواه «لن تدخل قواتنا المسلحة الأراضي السورية».. وترك للصحافة أن تلتقطه وحدها وتبرزه دون تدخل.
الفريق الفريحات لم يأت بشيء جديد بإعلانه هذا، فقد سبقته جملة تصريحات لسياسيين وصناع قرار في الدولة الأردنية بتوضيح ذلك مرارا وتكرارا بالتصريح الواضح البيّن.
وهم (السياسيون) زادوا بأن الأردن لن يتدخل في الجنوب السوري إلا بما يحفظ امنه وحدوده، أي ضربات وقائية وصدّ هجوم أو إحباط عمليات، باستخدام الطيران الحربي أو المدفعية أو قوات النخبة التي تحدد الأهداف ثم الإغارة ضد تلك الأهداف المعادية للمملكة والانسحاب مباشرة دون وجود على الأرض.
وهذا ما شرحه الفريق فريحات في مقابلته الشهيرة مع هيئة الإذاعة البريطانية.
إذن، ما الغاية بأن يصرح عسكري في شأن خاض به السياسيون من قبل، وأعيد غير مرة وجرى تأكيده من جميع رجال السياسة؟
أن يأتي التصريح من عسكري محترف وذي رتبة، هو إعلان صريح من جهة لا تعرف المراوغة ولا المماطلة ولا اللعب على الكلمات، هي ليست جمل سياسية يتلاعب بها السياسيون، وإنما قرار اتخذ سياسيا وأبلغ به العسكريون المنفذون.
وهي جاءت كذلك بعد أسبوعين تقريبا من تهديدات وزير الخارجية السوري للأردن باعتبار دمشق أي دخول للجيش العربي إلى الأراضي السورية عدوانا على سوريا، وهو ما ارتأت القيادة السياسية الأردنية إهماله والعزوف عن الرد عليه لمعرفتها اليقينية بأن دمشق لا تملك قرارها في بلد مستباح من شتى أجناد الأرض.
فكان الرد «دبلوماسيا» على لسان عسكري رفيع المستوى دون الإشارة من قريب أو بعيد إلى تصريحات المعلم، وهو رد موجه كذلك لجميع الجهات المنخرطة في العمليات العسكرية والسياسية، حلفاء وغير حلفاء، بأن الأردن لا يريد ولا يرغب بأي شكل في دخول الأراضي السورية إلا بما يحفظ أمنه وحدوده ومواطنيه الذين تصلهم بين آونة وأخرى سليات وصواريخ من المحتربين على بعد طلقة.
وما جرى أمس، من صد قوات حرس الحدود هجوما لإرهابيين قادمين من الأراضي السورية قرب مخيم الركبان، والتصريح المقتضب للناطق باسم الجيش، يتساووق ويتماهى تماما مع ما جاء في تصريحات الفريق فريحات الأخيرة وما قبلها، وتصريحات الساسة.
وتأكيد الناطق العسكري بأن «القوات المسلحة الأردنية بكافة تشكيلاتها وصنوفها ستردع بالقوة وبلا هوادة كل من تسول له نفسه المساس بأمن الاْردن واستقراره».. هو رسالة أوضح من عين الشمس بأن اللعب مع الأردن والأردنيين جيشا وشعبا وقيادة» أكلافه ستكون باهظة على من يحاول ذلك.
وصد الهجوم الإرهابي الفاشل رسالة قوية أيضا بأن أمن الأردن لا يخترق، وأن ما جرى قبل عام بالضبط من خرق (جريمة البقعة في الأول من رمضان وجريمة الركبان في منتصف رمضان) لن يتكرر وأن الأردني المؤمن «عسكريا أو مواطنا» لا يلدغ من جحر مرتين.. وان الأردنيين، عندما يكون الأردن على المحك، يكونون على قلب رجل واحد.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير