النسخة الكاملة

الملكية الاردنية والتعثر المتلازم .... التوظيف والتوريث العشوائي !

السبت-2017-06-03 11:33 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز - أحمد عبدالباسط الرجوب
كم ينتابني التردد احيانا وانا افكر في الكتابة عن موضوع يخص بلادي وتحديدا ما يصدر من فلتات ادارية لا تسترعي مشاعر الاحساس العام لشعبنا الصابر على قرارات الحكومات العابرة وما اكثرها تتصدر مانشيتات الصحف بانواعها الورقية والالكترونية ، وهى طبعا تعينات او مناقلات لاصحاب الجينات التي لم يخلق الله منها الا بالعدد ولا يجوز الاستنساخ منها حتى تكون هى الوحيدة في بلادنا والتي قد يعجز عن فكها رموزها وطلاسمها صاحب نظرية التَطوّر وعالم الجينات المرحوم " داروين Darwin " قدّس الله سِرُهْ في سبرغوار نشأة وتكوين خلايا كروموسومات هؤلاء الموهوبين من ابناء الذوات لاختلاف طينتهم عن غيرهم من ابناء الحراثين في وطني ..
اما موضوع مقالي فقد استوقفني ما نشر في الصحف اليومية عن بعض الاجراءات والتعينات الادارية في شركتنا والناقل الجوي الوحيد الملكية الاردنية ، تلك المؤسسة الوطنية التي سبقت غيرها في التأسيس من شركات الطيران العربية ان لم يكن العالمية ، وللتذكير فقد تأسست في 9 اغسطس / آب 1963 بتوجيهات من باني الاردن الحديث جلالة الملك الحسين رحمة الله رحمة واسعة ، وما شدني الى هذه الاجراءات حماس متخذي القرار سواء مجلس الادارة او المدير العام الحالي بما تم من اجراءات ، وكأن الملكية الاردنية تبحث في المشغل العنكبوتي جوجل(Google) عن منقذين للشركة واصلاح مكامن غرقها من عثرات كبواتها الادارية والمالية والتي تعاقب على مجلس ادارتها خلال العود الثلاثة الاخيرة ما يقارب عشرة مجالس - وهنا الخلل بالتنفيع - يتوارثون الفشل كمتتالية هندسية ، اي ان الخسارة وتراجع مكانتها بالتسارع المضطرد ، وللشرح فيما ذهبت اليه فقد دلفت علينا الاخبار بنبؤة من هم اعتلوا سدة القرار في هذه الشركات فكانت تباشيرهم الينا بالاجراءات التي سأتناولها واياكم بالمرور عليها تباعا ...
(1)
تعيين الماني الجنسية مديرا عاما ورئيسا تنفيذيا للملكية الأردنية
لقد اعجبت كثير في آلية التمرير والتي تم التسويق لها لتعيين صاحب الكفاءة ... الالماني الجنسية مديرا عاما ورئيسا تنفيذيا للملكية الأردنية ، وتابعت السرد الذي اتى علية بيان رئيس مجلس ادارة الشركة بهذا الخصوص حول المواقع التي عمل بها صاحبنا في شركات الطيران العالمية ، وهذا الامر لا اختلاف عليه بما يخص اهلية وقدرات الرجل وانجازاتة العظيمة في الاماكن التي عمل بها ولا نقزم من مسيرته في مجال عملة ...
لكن ما يهمني في هذا المجال بان الادارة واحدة بشقيها الاداري والمالي ، والسؤال المطروح على اصحاب الذوات هيئة الادارة الموقر في الملكية الاردنية: هل هناك قحط في الرجال المؤهلين في بلادي؟ والمؤهلين بالشهادات العليا في علوم الادارة او الهندسة وما اكثرهم من الاردنين العاملين في الجامعات او شركات القطاع الخاص او العاملين خارج الاردن في الدول العربية او الاوروبية أوحتى في الولايات المتحدة الامريكية وابعد من ذلك في قارة أوقيانوسيا ولديهم القدرة على وضع إستراتيجية وتعزيز الإنتاجية وزيادة كفاءة التشغيل لزيادة الإيرادات وتطوير آليات التسويق بما يعزز قدرات الشركة والمنافسة في مجال نقل المسافرين أو الشحن الجوي مع نظيرتها من شركات الطيران في المنطقة والعالم بالإضافة الى ايجاد فرص تشغيل جديدة تستوعب الاف الاردنيين المهره والمدربين في مجال الطيران والنقل الجوي..
(2)
تعيين رئيس دائرة الخدمات في مطار الملكة علياء الدولي
يبدو ان التحدى ملازم لبني البشر وعلى اختلاف صنوف مستوياتهم الاجتماعية ، وهنا تعود بي الذاكرة وكلكم تعلمون الى العام 2015 عندما قام رئيس مجلس الادارة ومدير عام الملكية في ذاك الوقت بتعيين السيد فوزي الملقي نجل رئيس الوزراء الحالي الدكتور الملقي بنفس المنصب الذي عهد اليه قبل ايام ، وقامت الدنيا على هذا القرار وتوالت الاعتصامات من زملاء الملقي معترضين على هذا التعيين نظرا لاحقية غيرة بالدرجة والقدم ، وبالنتيجة تم الغاء التعيين واستبدل بالموظف الاقدم وصاحب الاحقية بهذا الموقع ، ولكن ومع اصرار التحدي كما اسلفت اصدر المدير العام للملكية قبل بضعة ايام قرارا يقضي باعادة تعيين الملقي من جديد واعتبارا من تاريخ 1 يونيو / حزيران 2017 وذلك بعد انهاء خدمات المدير السابق والمعين عام 2015 لهذا الموقع ، وهنا التحدي بعينة وتحقيق طموح الفتى في تحقيق احلامة بأن يصبح رئيسا لدائرة الخدمات في مطار الملكة علياء الدولي والمفارقة العجيبة في عهد صاحب الولاية والدة دولة الرئيس..؟!
وتعليقي على الحالتين مما ذكرت باعلاه ، اتوجه بالتذكير الى دولة الرئيس الافخم بما تناولة سيد البلاد جلالة الملك في ورقتة النقاشية السادسة " حق الوطن ... سيادة القانون " هل تعلم سيدي الرئيس ماذا تعني سيادة القانون حسب الرؤيا الملكية ..لا بأس ... سيادة القانون هي خضوع الجميع افراداً ومؤسسات وسلطات لحكم القانون ، وهي اساس لتحقيق الادارة الحصيفة التي تضمن العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص ، كما ويسهم سيادة القانون بشكل كبير في استقرار المجتمع ونشر الامن والعدالة بين افراده ، بالاضافة الى انه عاملاً مهم في نهوض العمل العام وتطويره وزيادة كفاءته وفاعليته وبافتراض ان الدولة الاردنية مستمرة في مبادئها التي قامت عليها ومبادىء الثورة العربية الكبرى من عدل ومساواة وشفافية والتي يجب علينا ان نحافظ عليها جميعاً لمواصلة مسيرة العمل والعطاء والسعي لتعزيز مسيرة التنمية ووضع الوطن على المسار الصحيح ...
وفي هذا الصدد اقول لدولة الرئيس ليتك اوقفت هذا الاجراء الخاص بنجلك حتى لا يحتسب ذات يوما عليك ولا تؤخذ بجريرتة ... وقد يكون الرجل مؤهلا ومن حقة .. ولكن من منطلق الحساسية في التوقيت الزماني ، فانت دولة الرئيس صاحب الولاية والامر وزمامة اوكلة سيد البلاد بين يديك فلماذا المجازفة بهذا المغنم العابر! ... هل هم من دفعوا بهذا القرار لاحراجك امام الناس؟ " كلمة حق يراد بها باطل ، وهنا يتذكر الاردنيون " وهم الطيبون المتسامحون دوما " ، سالف الايام كانت شواهد على اقحام بعض اصحاب الدولة انفسهم لتنفيع ابنائهم بمصلحة استثمار رخيصة منها على سبيل المثال احتكار دعايات الاعلان على الشوارع او كوفي شوب في احدى مناطق عمان الاستثمارية او رخصة استيراد او تصدير ...الخ ، هل صاحب الولاية اصبح همه الانتفاع من حقبة زمنية عارضة " كأنها جمعة مشمشية " ... رحمك الله يا وصفى ... يا حيف؟!
ولما تقدم وفي مارثون التعينات في هذه الشركة ومن كوميديا الادارة بانه تزامن عمل رئيس مجلس ادارة للملكية مع ابنة الذي يشغل وظيفة مدير الموارد البشرية ... عجبا هل اصاب القوم الزكام ؟! ومن متابعاتي ايضا منذ زمن ونتيجة العبث المتواصل والمتلازم من القرارات العشوائية والشخصية والانانية المفرطة من لدن الادارات المتعاقبة على هذه الشركة وهى في تعثر وتراجع مستمر وباعتقادي ان الوصفات الطبية الارتجالية قد اخفقت في الوصول الى تشخيص علة مسارها وخسارتها سنة تلو الاخري ، وكل ما نسمعه عن تراجع وخسائر يكمن خلفها مستفيدون يريدون أن ينهوا هذه الشركة لصالح بيعها لشركات منافسة وأن يتم إخراج الأردن الرسمي من خطوط الطيران العالمي ، مع ان "الملكية" يجب أن تبقى هي الخطوط الرسمية للأردن و " الناقل الوطني "، وأي مساس بها سيعتبر مساساً بالسيادة الوطنية... هذه الشركة التي خرّجت خبرات عظيمة لمحيطها العربي بل العالمي تستطيع أن تتدارك أمرها ، وفي اعتقادي ان مجلس ادارة الشركة مطالب اليوم وقبل الغد بوضع التوجيهات اللازمة للادارة التشغيلية في الشركة من خلال خطة استراتيجية ومن خلال خطوات إدارية في اطار تجاري بحت
حمى الله بلادنا الاردنية من كل مكروه وجنبها شرور الفتن ما ظهر منها وما بطن في ظل قيادتها الهاشمية الحكيمة المظفرة ،،،
السلام عليكم ،،،
أحمد عبد الباسط الرجوب
Mail:arajoub@aol.com
Web:ahmadrjoub.net
 
 
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير