النسخة الكاملة

لمــاذا نخــاف علــى مصـر ؟

الأحد-2017-05-28 09:30 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز- كتب: فارس الحباشنة    الى «جرجس شلبي «.. كلما أصاب مصر جرح فان خوفنا عليها يزداد كأنها «مسقط رأسنا». كل عربي مصري. في مصر سر محير كما هو النيل العظيم وابو الهول والاهرامات. ولا اجمل من هيبة ابو الهول الحارس المهيب لذاكرة وتاريخ مصر القديمة. السكينة والاطمئنان تنساب من مجرى النيل وما من نهر في العالم تتدفق منه القوة والدفء كما هو النيل. عظمة مصر في التاريخ بانسانها، هو الانسان العادي الذي حمى ودافع وناضل من اجل مصر، لا الملوك والملكات لا الكهنوت ولا السحرة والعرافون، وحده هو المصري العادي، العامل والفلاح والحراث والمزارع، هؤلاء هم العظماء من بنوا الاهرامات ورسموا بالحفر «ابو الهول» وشقوا السويس. نخاف على مصر، كما يخاف الابن على ابويه. قبل ايام نزفت مصر دما جديدا لشهداء الارهاب، «ميليشيات مرتزقة» اكلة للدول والاوطان ، تحارب لتلتهم كل ما هو انساني وحضاري ومدني في حياتنا، مذبحة تلو مذبحة، ولا شيء سوى الدهشة فيما ينتج من نسخ لارهاب عابر للاوطان، استعراضات دموية تلخص حجم المأساة التي تنتظرنا بتحول الدم الى» حقيقة «. أحد اسرار مصر المتينة أنها طاردة للاجانب الغزاة، وأيا كان الغزو ومهما نكل بشعبها فانهم يزدادون صلابة وقوة حتى أنه في التاريخ يحسد المصريون على بركات لا ترى ولا ترى في معاركهم وحروبهم ضد غزوات الاعداء، وما كان بعد كل غزو الا نصر مبين، هذا ما يبلغنا به التاريخ القريب والبعيد، ولاصحاب الذاكرة القوية أن يعودوا الى كتب التاريخ ليطالعوا هيبة وبركات « شعب مصر «. مصر وكما هي حال بلاد عربية اخرى تتصيدها المكائد والمؤمرات، وهي تقع في» عين مكائد « المتربصين، والتطورات وما يقع من حوداث ووقائع لارهاب دام كلها تتيح الحديث بالمكشوف عن مؤامرة كبرى تأخذ بطريقها تدمير وتخريب وافساد بلدان العرب المتحضرة والمدنية. فعودة الى وراء ما، والى جنون ما حصل في سوريا والعراق وليبيا واليمن، والى قوى البدائية الارهابية التي حاربت لتفكيك جغرافيا الاوطان وتدميرها وتهجير اهلها وافساد عيشهم ونهب ثرواتهم وخيراتهم، ورأينا ما جر الارهاب لحروب اهلية هوياتية طائفية، تؤسس لشرق اوسط جديد ولخرائط جديدة تقسم دول المنطقة. لم يعد الارهاب مجرد قوة مؤقتة جانحة وعابرة في مجرى سيل الاحداث اقليميا ودوليا. المشهد  فاضح، والعالم بانظمته وحكوماته يعبر عن لاأخلاقية السياسية خلال وقوفه صامتا ازاء الارهاب المتولد بالعالم. «كرة سبحة» الاحداث الارهابية في العالم من اوروبا الى اسيا وافريقيا والشرق الاوسط، تعطى فرصة للحديث عن» عولمة الارهاب «، وضخامة التهريج الدولي ضد الارهاب  تزيد من نشاطه. في مصر وكما الاردن، كل وقع حادث ارهابي يمنح الناس مزيدا من الامل والتعلق بالحياة وفائضا من القوة بمواجهة الموت. نخاف على مصر وكما نخاف على الاردن، ونخاف على مصر ولا نخاف عليه. شعب يسري في عروقه تاريخ اعظم الحضارات والامم، وهي الامم النامية والمتحضرة، والموت يعني ولادة وبعثا من جديد.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير