النسخة الكاملة

قتال الأشرار خارج الأسوار

الأربعاء-2017-05-10 09:40 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز- كتب:محمد داودية قال الإمام علي كرّم الله وجهه:» اغزوهم قبل أن يغزوكم، فما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا». ووضع ليدل هارت منظّر الحرب الابرز نظرية «قتال الاشرار خارج الاسوار» في كتابه الشهير فن الحرب. تتكدس على حدودنا الشمالية الشرقية والشمالية الغربية -في حوض اليرموك- ارتال من الارهابيين من داعش (جيش خالد بن الوليد) والنصرة وبعضها على بعد أقل من كيلومتر واحد، كما ذكر رئيس هيئة الاركان، في مقابلته مع فضائية (ال بي بي سي). المسألة ليست هل نقاتل هؤلاء الارهابيين خارج الاسوار ام نقاتلهم داخل الاسوار؟ المسألة ان قتال الارهابيين الاشرار خارج الاسوار، سيكون على اراضي دولة عربية شقيقة هي سوريا. وزير الخارجية السوري، السيد وليد المعلم، يرد على تصريح معالي الناطق الرسمي الدكتور محمد المومني، حين قال إن الأردن سيدافع عن أمنه، حتى في العمق السوري. فيقول المعلم: «لسنا في وارد أي مواجهة مع الأردن، لكن إذا دخلت قواته دون تنسيق مع دمشق سنعتبرها معادية». حسنا حسنا، هذا بالضبط ما نريده. نحن لا نبحث عن عداء مجاني مع احد وخاصة مع الجارة سوريا. ونحن لسنا في وارد اي خرق للسيادة السورية ولا بصدد اي مواجهة مع سوريا الشقيقة وبالطبع فان التنسيق سيكون مهما وضروريا ومفيدا. الأشقاء السوريون يتفهمون الاكراهات الأمنية والمخاطر الحقيقية على حدودنا الشمالية من التنظيمات الارهابية الاجرامية، ويتفهمون، اننا نتمنى لو ان الجيش السوري يتمكن من «كف شر» الارهابيين عن مواطنينا، لكان كفانا مؤونة القتال في العمق السوري او في الجبهة، الذي نتفادى الخوض في مهالكه، رغم الضغوط الهائلة علينا منذ 6 سنوات، للانخراط فيه. ومعلوم للاشقاء السوريين، اننا نشارك في عمليات عسكرية جوية واستخبارية، ضمن التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، وبالتنسيق في كل الحالات، مع روسيا، التي تهيمن على المجال الجوي السوري وهي صاحبة الأمر فيه. الدفاع من العمق كما قال الدكتور المومني الناطق الرسمي احد ابرز الاكراهات التي لا نتمناها. لقد عبرت بنا قيادتنا الحكيمة ست سنوات عجاف من اضطرابات الاقليم وكوارثه، باستراتيجية عبقرية ناجحة ولم تأخذنا إلى حروب عبثية ولا إلى حروب بالوكالة ولا إلى ميادين الموت. ولذلك فاننا ندع بثقة، الشؤون العسكرية للعسكر المحترفين، وندع تقدير الحاجات الامنية الضرورية، للقيادة المحنكة، وكلام السيد المعلم، كنا سنقبله، لو انه يسيطر على حدوده الجنوبية معنا. عندما احتدم الصراع بين الرئيس الراحل حافظ الاسد وتنظيم الاخوان المسلمين السوري، فر عدد من قيادات الاخوان الى الاردن، فطالب الاسد الاب بتسليمهم، ولما رفضنا، جرّد علينا الحشود العسكرية، وارسل مجموعة ارهابية إجرامية لاغتيال دولة مضر بدران رئيس الوزراء انذاك، معلنا انه يدافع عن امنه في العمق الاردني، وفي أي عمق ضروري لأمنه. المؤامرة لاغتيال دولة مضر بدران، اطال الله عمره واعترافات الخلية السورية الاجرامية، اصدرتها دائرة المطبوعات والنشر في كتاب عام 1980.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير