النسخة الكاملة

منطق "العوام " وتآمر " النخب "

الخميس-2017-04-30
جفرا نيوز - جفرا نيوز - د. عبدالمهدي القطامين  الفيديو الذي تم بثه عبر يوتيوب والذي يظهر مواطنا يعترض رئيس الوزراء ليتحدث بلهجة العوام الخالية من الحياء هو مؤشر على حجم ما باتت الناس تحس به وما باتت النخب تسعى اليه فالمواطن الذي اصر على انه يأكل " ..." ليس هو ذاته الذي اشهر ذلك الفيديو عبر يوتيوب ليظهر بطولة من نوع خاص بطولة من حجم تلك الالفاظ التي تفوه بها ولكن اجزم ان البعض اراد له ان ينتشر بهذه الصورة وهذا الترويج الخاطيء زمانا ومكانا وفلسفة وحياء .
المصيبة التي باتت اليوم في وسائل التواصل الاجتماعي كلها هو ان منطق العوام هو السائد ومنطق العقل هو الغائب وفوضى غير خلاقة تعصف بالقيم والاخلاق وحسن التعامل والحوار وهذه كلها امراض اجتماعية سادت في مجتمع تاكله الاشاعة وتسري فيه كما تسري النار في الهشيم وباتت الاشاعة هي المصدقة والحقيقة هي الغائبة وهذه اجزم ان لعلماء الاجتماع رأي خاص بها لا استطيع انا ان افتيه لكنني اكتب بصفة انطباعية واقعية تستند الى منطق الاشياء العامة واول هذه المنطقية ان رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي رجل حيي لا يميل الى استخدام صلاحياته الواسعة في ادارة الحكم ولكنه يميل الى التسامح وهي سمة يراها البعض سمة اهل القيادة ويراها العوام على انها ضعف مستتر مبني لمجهول غير مدرك واراها انا صفة حميدة تستلزم اهل الحكم والقيادة بعيدا عن ادوات الحكم العنصر المعزز لكل صاحب صلاحية واسعة كصلاحية رئيس الحكومة .
الفيديو اياه المعبر عن ازمة اخلاقية في مفهوم النقد للحكم والابتذال حتى في التعبير عن الرأي علق بعض المعلقين عليه ممن لعبتهم وسائل التواصل او التقاطع وجل تعليقاتهم كانت تشير الى عدم رد الرئيس على منطق الرجل الاعوج ومحاورته بدلا من تركه وكأن الحال كانت حال حوار مكتمل الشروط وليس حادثة اقل ما يمكن القول عنها وفيها انها خارجة عن سياق كل نقد او تحليل ينتمي الى الواقع .
نقد الحكم في بلادنا لم يمتلك بعد شروطه وادواته واولها البحث عن الحقيقة بل اصبح اولها البحث عن الاشاعة وتنميتها وتربيتها واخراجها بالمظهر الحسن المقبول شعبيا وهذا امر يتقنه الكثيرون في بلادي من الرمثا وحتى العقبة ومع الاسف الشديد ان بعض النواب مارس مثل هذا الدور على امتداد بقعة الوطن ايضا وساهم في الاشاعة الامر الذي عزز من منعتها وصمودها امام الرأي العام وتبنيها ايضا وان ظهرت الحقيقة فانها تظهر على خجل وعلى حياء ليبدو تصديقها صعبا الى حد بعيد وفي ذلك شواهد كثيرة لا يتسع المكان هنا لسردها .
بعد ثلاثة اسابيع من اليوم ستطبق حكومة الدكتور هاني الملقي سنتها الاولى وسط تمنيات البعض من النخب ان يتم قصف عمرها في عامها الاول ووسط سخط شعبي اساسه الاشاعة التي انتشرت طيلة العام الماضي في حين تغيب عن الذكر منجزات الحكومة محليا وعربيا وتغيب الارقام عن بال من ينقدون ويحللون وتضيع كافة الاصلاحات الهيكلية في الاقتصاد التي انقذت الموازنة من خطر كان محدقا بصورة مؤلمة ويتم تناولها فقط على انها رفع في الاسعار بلا مبرر وهي الصورة الانطباعية التي ارادها البعض ان تتركز في ضمير الناس ناسين او متناسين ان الكي هو اخر انواع العلاج وان لا حكومة على وجه الارض تفرح لرفع الاسعار او لتدني القوة الشرائية للمواطن او لزيادة الضغط المالي على مواطنيها ولكن حين يكون القرار مخرجا مما هو سيء قادم فان الجرأة وحدها والحكمة بكل اشكالها تقتضي تداخل جراحي حتى لا يستشري الداء في كل الجسد وهو ما فعلته الحكومة الحالية .
اخيرا اقول لرئيس الحكومة الدكتور هاني الملقي وهي توشك ان تطوي عامها الاول اعرف انك ممن لا يلتفتون للوراء فثمة الكثير ينبغي عمله في قادم الايام واتمنى في ذكرى حكومتكم الاولى ان تقولون للناس العامة والنخب المحبين والمتربصين ماذا انجزت الحكومة في عامها الاول وما هو الخطر الذي حاربته على صعيد الاقتصاد وكل عام وانتم بخير بمناسبة عيد العمال .
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير