النسخة الكاملة

ما علاقة الرئيس بهذا ؟!.

السبت-2017-04-29 01:56 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز -  خاص - ابراهيم عبدالمجيد القيسي
كثيرون؛ من الجبناء وعديمي الأخلاق، يستغلون رقي أخلاق رئيس الوزراء واحترامه للناس، فيكيلون له اللعنات والشتائم، وأصبحوا يطلقونها على الملأ، ورغم تحفظاتي الكثيرة على مستشاري الرئيس خصوصا الاعلاميين منهم، فهم المسؤولون الفعليون عن حدوث هذه الأخطاء، إلا أنني يتملكني الغضب الشديد حين أرى مثل هذا الاجحاف بحق رئيس الوزراء، وعدم تقدير هؤلاء لطيب أخلاقه وسموها، وترفعه عن الصغار وصغائرهم.
ظهور الرئيس في أي مكان يحتاج إلى تحضير اعلامي، وهذا ليس عصفا ذهنيا ولا اقتراحا، بل هي حقيقة، وهكذا تفعل الدول كلها، فليس من المنطقي أن يظهر رئيس حكومة في موقف يتعرض فيه للاحراج أو لسماع ما لا يجب سماعه في السياسة، فكيف بالألفاظ السوقية القذرة المنفلتة، وحين يظهر الدكتور الملقي أمام العامة في مثل هذه الظروف، فيجب أن تتكامل التحضيرات الأمنية مع الاعلامية، ليكون الظهور مقبولا، وهذه ملاحظتي الأولى والمتكررة.. ماذا يفعل اعلام الرئاسة وهل ثمة مستشارون يقدمون النصائح للرئيس، ويحضرون له كل ما يتعلق بظهوره وتصريحاته وكيفية التعامل في مثل هذه المواقف ؟.
لماذا يستسهلون مهاجمة الدكتور هاني الملقي ؟ باختصار: لأنه رجل خجول وخلوق ويحترم الجميع ويقدر حرية الناس في قول رأيهم.
لكن بعض عديمي الأخلاق لا يفهمون ولا يدركون ولا يقدرون الأخلاق العالية، وموقف كالذي بدر عن أحد الهابطين في اربد، يتحمله المستشارون الاعلاميون والأمنيون، فليس من المنطقي أن يتعرض رئيس وزراء الأردن إلى موقف بهذه البذاءة، والبذاءة لم تكن باللفظ فقط، بل في الثقافة كلها التي يتمتع بها مثل هؤلاء الناس.
يتحدث الرجل المسيء عن الأردنيات أولا، ويصفهن بأنهن يواضبن على تنبيش حاويات القمامة، ويقول بأنهن يسبقن الرجال هناك على هذا العمل، وهذه إساءة لكل من يسكن تلك المنطقة، فهم أردنيون كرماء شرفاء، وأعتقد أن هذا هو المعنى الأكثر بذاءة وتحقير، الذي صاغه الرجل "المتأهب" للإساءة إلى نفسه وللأردنيين ولرئيس وزرائهم..من الذي ينبش حاويات القمامة بحثا عن الطعام؟ وهل يحدث هذا في تلك المنطقة؟ يا عيب العيب.. فعلا اللي استحوا ماتوا.
نابشو الحاويات هم مسترزقون، يجمعون الخردوات المعدنية والبلاستيكية، وينتشرون في كل مدينة، ولديهم "بكبات"، يوقفونها في عرض الشارع، والمسجل "يشقع للسما"، وبعضهم يتسبب في حوادث سير، لأنهم يقودون "بكبات" بلا عاكسات ولا إنارة، وينبشون في القمامة عن كل شيء، ثم يتركون باقي محتوياتها لتظهر كمكرهة صحية، طال ما كتبنا عنها في الصحافة.. فهل يتحدث الرجل عن هؤلاء، أم يتحدث عن قوم يتعرضون لمجاعات ولم يجدوا سوى القمامة ليأكلوها ويتسابقون عليها على حد "بذاءة" البذيئين؟!
يطالبون الرئيس بتخفيض الأسعار !.. وكأن رئيس الوزراء أو أية جهة أردنية رسمية مسموح لها أن تخفض سعر سلعة ما، وهذا خطأ شائع في ذهن وثقافة الناس، تعوزه تصريحات اعلامية حكومية تقول لهم ( الحكومة لا تتدخل في أسعار السلع، وسوقنا مفتوحة، والحكومات معنية بموجب القانون بإلزام اللتاجر بإعلان التسعيرة فقط، ولا تناقشه او يحق لها أن تطلب منه تخفيضها، بناء على اتفاقيات التجارة الدولية المعروفة، التي جعلت السوق مفتوحة ومبنية على التنافسية والجودة، ورفعت الحكومات يدها عن التجارة والبيع منذ ان وقعت تلك الاتفاقيات، التي وقعتها وانضمت اليها كل دول العالم تقريبا) !.. لا يتحدث الناس عن التجار؛ الذين لا يمكن أن يقوموا بخفض سعر سلعة رفعوها يوما نتيجة ظروف طارئة، اعطوني سلعة واحدة رفع التجار سعرها في ظرف اقتصادي او سياسي خاص، وأعادوها إلى سعرها الحقيقي بعد زوال ذلك الظرف ! ..هذا موضوع يحتاج من الناس "نضالات وثورات" .
ويتحدث البسطاء عن قانون البلديات ويقولون للرئيس بأنه مجحف، أنا لا أعلم بعد : ما هي علاقة رئيس الوزراء وكل الحكومات بالقوانين وتغييرها وإقرارها؟ ألم يعلم الناس بعد بأنهم انتخبوا مجلس نواب لهذه الغاية؟! ..هل سنتخلص من هذه الثقافة الخاطئة يوما، ونتحدث بدقة عن مشاكلنا وهمومنا ونترك هذه الحوارات السقيمة العقيمة؟!.
أشعر شخصيا بالحرج؛ حين أشاهد موقفا يتم فيه إحراج شخص، خصوصا حين يكون هذا الشخص لا يستحق مثل هذا الاحراج وتكون أخلاقه عالية، وتكبله أخلاقه ووعيه ولا تسمح له بالرد، رغم قدرته على الرد ورغم القوانين التي تحمي حريات وكرامات وحقوق الناس..
شاهدت فيديو؛ يتعرض فيه وزير الدفاع الأمريكي الأسبق "رامسفيلد" إلى هجوم من مواطنة أمريكية، كانت تصرخ على الملأ "هذا هو القاتل..انه القاتل".. قد يكون الموقف محرجا، لكنه سياسي بامتياز، اعتاد عليه المسؤولون في الدول الديمقراطية، وليس فيه سقوط ولا تخلف ولا بذاءة بالنسبة للمجتمع الأمريكي.
الدكتور هاني الملقي دون غيره من الرؤساء يتعرض لمثل هذه الإساءات، بينما لم يتمكن أحد من نقل او تسجيل موقف واحد، يتحدث فيه "الشجعان" عن رؤساء حكومات سابقين، عاثوا في الدنيا فسادا، وأوصلونا إلى ما وصلنا إليه من خراب بيت.
ندافع عن مكارم الأخلاق ولا نتحدث عن سياسات، فللحديث عنها مقام آخر، نكيل فيه الانتقادات للملقي ولغيره حين يكون هناك خطأ في إدارتهم للشأن الأردني العام، أما أن يقوم المبتذلون بكيل البذاءة في وجوه الناس، ويتهمون الأمهات الأردنيات بأنهن ينبشن في القمامة، فهذا والله فيه إساءة إلى كل أردني محترم وشريف .. فتوقفوا عن نقل البذاءة والابتذال لأنها ليست بطولة ولا شرف ولا يوجد فيها خلق واحد رفيع ويستحق الوقوف عنده. ibqaisi@gmail.com
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير