الحباشنة يكتب: لماذا يكرهون الصحافة ؟

جفرا نيوز - جفرا نيوز- كتب: فارس حباشنة ليس من باب الافراط في تشخيص القول بان الكل يكره الصحافة ، و لا اريد القول أيضا بانهم يلحقون بها ضربات قاضية ، بل يريدونها مجرد ملاحقة "اكسسورات " تتبع للسلطة وغير مرئية .
تجد أن الكل في الجلسات المغلقة يصرخ ضد الصحافة حكومة ونواب ورجال اعمال "قطاع خاص " و مجتمع مدني و احزاب وغيرها .
رغم كل ما هو متورطة به الصحافة من تزمير و تهليل و تسحيج الا انها تبقى" متهمة " ، ولربما تذهب بعض الاطراف الى توصيفها بانها مسؤولية عن كل ازمات البلاد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية .
ذلك هي الصحافة التي صنعت على "مقاسات خيال " نفوذهم ومصالحهم ، صحافة البخورة و التهليل والتزمير ، ففي نظرهم أن الصحافة تكون مسؤولة و مهنية وموضوعية ان كانت تطبل في صفوفهم وتسير وراء ارائهم وما يطرحون من سياسات عامة  .
صحافة يريدونها تمتهن صناعة بطولات وهمية وانتصارات كرتونية ، وتسحيج بالمدائح و التعظيم وتضخيم الذوات و الخيال الحانج للكذب في الحديث عن التاريخ و الانجاز ، و كأن ذاكرة الاردنيين مثقوبة لا تعرف سيرة فلان و لا علان .
المهم بل الاهم أن تبقى الصحافة تابع وملحق ، تسير في ركبهم و تطارد مواكبهم ، وتكتفي بانتظار ما يريدون بثه للرأي العام . وهم من يضعون لها معايير وقواعد المسؤولية و المهنية ، فكم هي مقيتة وضبابية كلمة " المهنية " ، عندما تزرع في سياق زيادة قابلية الخنوع و القبول .
مقدمة عاجلة لاستدراك ما تعاني منه الصحافة اليوم ، وكيف تحولت الى موضوع " اتهام " ، وكأن كل الاطراف الاخرى برئية مما قد وصلت اليه الصحافة من محنة مستعصية . و أكثر ما هو مغضوب عليه الصحافة التي لا تسير في ركب التوجيه والارشاد المعنوي .