النسخة الكاملة

فريد ناصيف .. أين دولة الرئيس وحكومته ؟!

الأحد-2017-02-12 07:00 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز - بقلم:- فريد ناصيف

قسم الشعب :- أقسم الشعب الأردني على الولاء والإخلاص لسيد البلاد والعائلة الهاشمية بإعتبارهم أولي الأمر، وهذا القسم ليس محورا للنقاش أو الجدل، فقلوب الأردنيون قلب رجلٍ واحد، يفتدون به الوطن وسيد البلاد وآل هاشم بالدماء والأرواح.

قسم الحكومة :- جاء في القسم الدستوري الذي يؤديه رئيس الحكومة وأعضاء حكومته بعد الردّ على كتاب التكليف السامي عبارة "وأن أخدم الأمة" ، أي أن خدمة الشعب الأردني جاءت في صلب القسم الذي يؤدونه أمام صاحب الجلالة.

فأين دولة الرئيس وحكومته من هذا القسم؟ وأين هم من كتاب التكليف السامي ؟

وهل بفرض الرسوم والضرائب تكون خدمة الشعب الأردني وتنفيذ ما ورد في كتاب التكليف ؟

ثم أين دولة الرئيس وحكومته مما تضمنه كتاب التكليف السامي، الذي نصّ على ضرورة رفد الطبقة الوسطى بأسباب المنعة والنمو سيما وأنها الضامن الأساس للإستقرار الإجتماعي، والتقدم الذي ينشده سيد البلاد ؟

ألم يتضمن كتاب التكليف السامي ضرورة تلمس أحوال المواطنين في الميدان، وتقديم الخدمات المناسبة للمواطن، وأن يشعر المواطن الأردني بأن هذه الحكومة والوزراء مجندون لخدمته وحلّ مشاكله دون تقاعس أو تردد ؟

وهل تنفيذ التوجيهات الملكية السامية يا دولة الرئيس، يكون بفرض رسوم وضرائب جديدة، وفرض المزيد منها في قادم الأيام ؟

دولة الرئيس،

أصحاب المعالي،

حقيقة الأمر، أنكم لم تأتوا بجديد، بل قلّدتم واتبعتم نهج من سبقكم، وأمعنتم في إرهاق المواطن، والضغط على روحه وأعصابه حتى أصبحتم على وشك قطع أنفاسه !

فأين تفكيركم، وإبداعكم، وأبحاثكم، وابتكاركم في إيجاد الحلول الإقتصادية التي اعتبرها كتاب التكليف السامي بصريح العبارة "قمة أولوياتنا الوطنية" ؟

وهل فرض الضرائب والرسوم فيه إبداع أو تفكير أو إبتكار، سوى أنه شطارة زائدة لا معنى له ولا طعم ؟

ألا تعتقد يا دولة الرئيس، بأن ما أصدرته يوم 8/2/2017 من قرارات، يستطيع أي مواطن أردني بثقافة عادية إصدارها، ولا تحتاج إلى من يحمل درجة الدكتوراة أو الخبرة في علوم الإقتصاد والمال ؟

وهل لاصدار مثل هذه القرارات تم تكليفكم بتشكيل الحكومة ؟ أم لإيجاد الحلول الإقتصادية وتقليص عجز الموازنة ونسبة الدين للناتج المحلي الإجمالي ورفع معدلات النمو وتحقيق التنمية المستدامة ؟

إذن لماذا أنتم قاعدون في مناصبكم ؟

وهل عجزت الأردنيات أن يلدن من لديهم من العلم والمعرفة والخبرة في إيجاد الحلول الإقتصادية التي ركّز عليها كتاب التكليف السامي ؟

أم أن هذه المناصب ستبقى حكراً على السابقين من رؤساء الوزارات والوزراء وأبناءهم وأحفادهم ؟

مقهور، ومسكين، وحزين جداً شعبنا الأردني، لأنه لم يعد أمامه سوى مشكلة السردين والبولابيف والطن، وغرابة الأمر، أنك سمحت لنفسك أن تتحدث بها وعنها من على شاشة التلفزيون الأردني .

فبحديثك إياه، ضربت عرض الحائط معظم مشاكل المواطن الأردني، سواء ما تعلق منها في المسكن والملبس والتعليم والتنقل والمأكل والمشرب وغيرها، وكأن همّ المواطن الأول محصور في أكل السردين والبولابيف والطن، حتى المشروبات الغازية، التي كانت في متناول الطبقتين الوسطى والفقيرة لم تسلم، وعزّ عليكم إلّا أن ترفعوا رسومها لتحرموا أبناءها منها.

دولة الرئيس ،

طالعتنا صحفنا اليومية الصادرة في 8/2/2017 يوم اتخاذكم لقراراتكم المأزومة، أنه ألقي القبض على فارضي الأتاوات .

أما فكرتم بذلك ؟ أم أن أسلوبكم حاكى أسلوبهم في الاعتداء على جيوب الناس، وبفارق وحيد، هو أن أتاواتهم غير شرعية، وقراراتكم مشرعنة بما لكم من سلطة في إصدار الأنظمـة والتعليمات ؟

دولة الرئيس ،

أصحاب المعالي ،

يبدو واضحاً أنه هان عليكم اتباع أسلوب الجباية، وبالتالي هان عليكم أن تحنثوا بالقسم الذي أديتموه، القسم الذي أوجب عليكم خدمة الأمة، والإلتزام التام بكتاب التكليف السامي.

فإذا كان ذلك ميسراً لكم، فإننا نؤكد لكم، بأن هذا الشعب باقٍ على قسمه في ولائه وانتمائه واخلاصه لهذا الوطن وآل هاشم، فلماذا إذن الإستقواء عليه ؟ وهل تسعون إلى حشره في أضيق الأمكنة، أملاً منكم بأن يتبعكم ويحنث بقسمه كما فعلتم ؟

رغم كل ما تفعلون نقول :-

عاش الأردن، وعاش شعبه القابض على الجمر والنار، واعلموا أنه لا مكان لكم في قلوب شعبكم، الذي ينعتكم مع نبضات قلبه بما تستحقون من صفات .

ليس أمامك يا شعب الأردن، إلّا الصبر والثبات حتى يحين فرج المولى عزّ و جلّ، إنه ربّ السموات والأرض، إنه السميع المجيب .


© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير