حديث " الملك " .. ملحوظة وتعقيب !
الخميس-2017-02-09

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم : شحاده أبو بقر
إجتهدت في مقال سابق بأن مخرج الاردن من معضلاته الإقتصادية والإجتماعية وحتى السياسية وسط إقليم ملتهب مضطرب , هو في بناء دور سياسي إقليمي أردني فاعل نشط ذي إمتدادات دولية , قبل أن يكون في البحث المضني عن حلول إقتصادية قد لا تنفع في ظل هذا الواقع الإقليمي الذي لم تشهد المنطقة مثيلا له منذ عقود طويلة خلت ! .
اليوم , يقود " الملك " شخصيا جهدا ملحوظا على صعيد بناء هذا الدور , وها هي الماكينة الإعلامية العربية والعالمية تتناقل أنباء التفاصيل الأولية لهذا الدور المحوري الاردني , وهذا بحد ذاته أمر جيد يبعث على التفاؤل , إلا ان هناك ملحوظة إجرائية غاية في الاهمية لا بد من التنبيه إليها إن جاز لي ذلك ! .
الملحوظة التي أعني , هي في الإعتقاد بأن حديث جلالة الملك إلى مجموعة مختارة من الإعلاميين المحليين , يمكن ان تكون ذات فائدة في توضيح صورة الجهود التي يبذلها ويقودها جلالته , على طريق بناء هذا الدور المؤثر إيجابيا في توجيه دفة الامور نحو التهدئة مبدئيا في سائر المنطقة , وعلى المستوى السوري تحديدا , والقدس والقضية الفلسطينية بالذات ! .
شخصيا , كنت أتمنى مثلا لو أن اللقاء المشار إليه جرى مع فعاليات وطنية عديدة كحديث ملكي شامل جرى تسجيله وبثه لاحقا عبر سائر وسائل الإعلام الاردنية متلفزا ومذاعا , إذ من المؤكد عندها أن الشعب الاردني كله , ستتاح له فرصة الإستماع مباشرة في وقت واحد , وستتناقله وسائل الإعلام الخارجية كلها , وهنا لا بد من ان نقول صراحة أن الحديث الملكي أكثر وقعا وقبولا وحتى أهمية في نفوس العامة كلهم ! .
لا علينا , نتمنى أن نرى تقديرا أكبر مستقبلا لأهمية إخراج الدور الإعلامي بأسلوب آخر أكثر تأثيرا واوسع نطاقا , خاصة عندما يتصل الامر برسائل الملك تحديدا .
جيد هذا النشاط الدبلوماسي الاردني الناهض , وهو نشاط نتمنى أن يتمدد اكثر ليشمل مختلف قضايا العرب في العراق واليمن وليبيا , وأن يتركز جله على القدس والقضية الفلسطينية , فنحن بصدد قمة أميركية أردنية تسبق القمة العربية الوشيكة , وهذا واقع يتطلب من ديواننا الملكي وحكومتنا وبرلماننا ومختلف مؤسسات مجتمعنا , إستثماره سياسيا وإعلاميا بذكاء وإبداع يجعل بلدنا ودوره المحوري المهم والمطلوب , على كل لسان ! .
مرة ثانية وثالثة وإلى ما لا نهاية , لا مخرج لنا من معضلاتنا كلها , إلا ببناء دور سياسي محوري فاعل له كلمته المؤثرة والمسموعة والمطلوبة والمقنعة لدى جميع دوائر النفوذ العالمي من جهة , ولدى سائر المنخرطين في حروب الإقليم وأزماته من جهة ثانية , فالاردن ومنذ وجد , لم يكن بالغني مالا , وإنما كان ويبقى بعون الله , صاحب كلمة مقدرة وموقف يعتد به , ولذلك صمد ونما وتطور وواجه أعتى العواصف والمؤامرات والتحديات , ولم يخضع ولم يهن ولم يجد نفسه يوما وحيدا , والسبب , شعب معجب مزهو بدوره حتى لو كان فقيرا , وأمة تقدر وتحترم مواقفه , وعالم لا غنى له عن رأيه وتقييمه ودوره , والله من وراء القصد .

