النسخة الكاملة

قصة وفاة الطالبة يارا طارق على أسفلت الجامعة "صورة"

السبت-2015-03-14 07:12 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز - حاملة أمانيها وطموحاتها ساعية لتحقق أحلامها، تنطلق بكل قوتها لتصارع الحياة بابتسامتها الدائمة، لكن كل شيء تحطم على أسفلت الجامعة الألمانية بمصر، تحديداً ساحة انتظار الحافلات، بعد أن ودعت 'يارا طارق' زملاءها بعد نهاية اليوم الدراسي، ودعت الحياة أيضاً قبل أن تغادر الابتسامة وجهها.
يروي أصدقاء يارا قصة وفاتها، مؤكدين أنها بعد الانتهاء من اليوم الدراسي منحتهم الابتسامة الأخيرة وغادرتهم إلى ساحة انتظار الحافلات بالجامعة، وقفت لتنتظر الحافلة التي تقلها إلى منزلها، ولم تنتبه إلى الحافلة التي تحركت خلفها ولم ينتبه أيضاً السائق إليها وفي ثوانٍ معدودة تحقق القدر وقعت يارا على الأرض غارقة في دمائها.
يجمع زملاؤها الشاهدون على الواقعة أنهم أسرعوا إليها فوجدوها غارقة في الدماء، كل مكان في وجهها ينزف، أصيب السائق بنوبة هيستيرية وظل يصرخ وانقض على السيارة يضرب فيها، ولكن ذلك لم يعد يارا واقفة على قدميها.
استدعى الطلبة سيارة الإسعاف التي تأخرت حوالي عشر دقائق رغم إبلاغها بخطورة الحالة، ونقلت يارا إلى أحد المستشفيات القريبة من الجامعة، برفقة زميلتين رفضتا أن تتركاها بمفردها، خاصةً أن المسعفين أكدوا أنها مازالت على قيد الحياة.
أطباء المستشفى أكدوا خطورة إصابة الطالبة المكلومة، فجاء تشخصيهم 'نزيف في الأذن والأنف وكسر في الحوض'، واستمرت محاولات الإسعاف داخل غرفة العناية المركزة لمدة نصف ساعة، لكن بلا جدوى، حيث صعدت في النهاية روح يارا إلى بارئها.
لم تمض يارا وقتاً طويلاً في الجامعة الألمانية، فهي طالبة بالصف الأول بكلية الهندسة، لم تحقق أياً من آمالها ولا آمال والديها المقيمين في الخليج، وأرسلاها إلى التعلم بالجامعة الألمانية طمعاً في مستوى تعليم أفضل، لذا لم يجد أقاربها الثلاثة الذين تواجدوا في المستشفى أي كلمات مناسبة لإخبار والدها بوفاة ابنته، فتولى رئيس الجامعة الأمر، وأخبره أن ابنته أصيبت في حادث خطير؛ ولكن قلب الأب لم يقتنع بصوت رئيس الجامعة المرتبك وأدرك أن الأمر أخطر من ذلك وتوقع وفاة ابنته.
حالة من الغضب تسيطر على زملاء يارا طارق، مؤكدين أن إهمال الجامعة هو السبب في تكرار هذه النوعية من الحوادث بين الحين والآخر، حيث نعتها زميلتها آلاء الهاروني على موقع التواصل الاجتماعي 'فيس بوك'، قائلة: 'يارا ماتت لأن الجامعة لا تبالي إلا بالنقود ولا تهتم بالطلبة، فهم يعتبرونها جوال نقود 'اتصفى' ومات وغداً يأتي غيره كثيرون'.
وتابعت آلاء: 'أنا آسفة يا يارا لو كنت أعلم أنها المرة الأخيرة التي أراك فيها كنت حضنتك أكثر وتركت كل شيء وجلست معك أطول وقت، ربنا يرحمك ويصبر أهلك'.
بينما غرّدت عايدة زميلة يارا طارق على تويتر بقولها: 'الناس اللى بتقول بتتعلموا بفلوسكم في الجامعات الخاصة، خدوا الجديد وبنموت بفلوسنا بردو'.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير