الجفاف لا ينتظر.. هل الماء سيصبح رفاهية؟
كتب: محمود كريشان
لا شك ان الأردن يواجه واحدة من أخطر التحديات البيئية في تاريخه الحديث، إذ يشكل الجفاف المتزايد وأزمة المياه تهديداً مباشراً للحياة اليومية وللأمن الغذائي والصحي للمواطنين، وتراجع منسوب مصادر المياه، وفي مقدمتها المياه الجوفية التي تُعتبر المصدر الرئيسي للمياه في الأردن، ومنها حوض الديسي، وتقلص كميات الأمطار، وتردي البنية التحتية للمياه كلها عوامل ساهمت في تفاقم الوضع.
وبالطبع فإن هذه الأزمة ليست موسمية فحسب، بل هي نتيجة تراكمات طويلة من سوء الإدارة المائية، والتغير المناخي، والإستخدام المفرط وغير الرشيد للموارد المائية، ومع دخول فصل الصيف، تصبح التحديات أكبر، وتزداد الحاجة للمياه، مقابل توفر أقل.
أمام هذا الواقع، من الضروري تبني سلوكيات واعية وفعالة في إستهلاك المياه، وعلى الأفراد تقنين استخدام المياه في المنازل، خاصة في الري والغسيل، وإستعمال أدوات توفير المياه، كما يجب أن تلعب وسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية دوراً توعوياً مستمراً لتعزيز ثقافة الحفاظ على المياه.
وعلى صعيد السياسات، لا بد من تسريع مشاريع تحلية المياه واهمها مشروع البحرين، وصيانة شبكات التوزيع المهترئة، وتشجيع الزراعة الذكية التي تستهلك كميات أقل من المياه، فالمستقبل المائي للأردن لم يعد ترفاً، بل قضية وجود تتطلب تعاوناً مجتمعياً وحكومياً عاجلاً.
بإختصار.. الجفاف لا ينتظر، فلنتحرك قبل أن يصبح الماء رفاهية نبحث عنها ولا نجدها..!