قرد يتسبب بحوادث.. والجهات المعنية تتعامل معه

على الرغم من أنها دائماً ما كانت تعتبر من أبرز أسباب جذب السياح إلى مدينة لوبوري التايلاندية، فإن قرود المكاك تسبب كذلك كثيراً من الإزعاج للسياح والسكان على حد سواء.


 إذ إن السلطات والمسؤولين التايلانديين قرروا وضع خطط من أجل إحلال السلام بين هذه القردة والبشر.   مشاكل السياح والسكان مع قرود المكاك وتعتبر هذه القرود، التي تكون مرحلة مشاهدتها عن بعدٍ ممتعة في البداية، قبل أن تقرر الهجوم، من بين الأمور التي أدت إلى زيادة الشكاوى، من السكان والسياح في المدينة السياحية الشهيرة.  

 إذ إن قرود المكاك هذه تقوم دائماً بمحاولة سرقة الطعام من أيادي الزوار، ما يؤدي في بعض الأحيان إلى احتكاكاتٍ يمكن أن تؤدي إلى خدوش وإصابات أخرى، قد تكون بعضها خطرة في بعض الأحيان.   لكن الغضب تزايد في مارس/آذار 2024، عندما أُصيبَت امرأةٌ بخلعٍ في ركبتها بعد أن سحبها قرد من قدميها في محاولة للحصول على الطعام، وسقط رجلٌ آخر من دراجة نارية بعد أن شدَّه قردٌ جائع.  

 وقد أصبحت حالات الهجوم هذه مصدر إزعاج كبير، جعل إدارة المتنزهات والسلطات تتدخل من أجل الحد من هذه المشكلة الكبيرة.  

مدير المتنزهات يكشف الإجراءات الجديدة وحسب تصريح أثابول تشارونشونسا، المدير العام لإدارة المتنزهات الوطنية والحياة البرية والحفاظ على النباتات، قال إن السلطات تخطط لإمساك نحو 2500 من قرود المكاك في المناطق الحضرية ووضعها في حظائر ضخمة.   وأضاف أنهم سيعملون مع خبراء الحياة البرية لإيجاد طريقة لعدد محدود من القرود للبقاء بِحرية في المدينة.  

كما أُطلِقَت حملةٌ رسمية لاصطياد القرود الأسبوع الماضي، مع منح الأولوية لذكور ألفا الأكثر عدوانية.   وتمكَّنت الحملة بالفعل من اصطياد 37 قرداً حتى الآن، وُضِعَ معظمها تحت رعاية سلطات الحياة البرية في مقاطعة سارابوري المجاورة، بينما أُرسِلَ آخرون إلى حديقة حيوان لوبوري.   

وقال المسؤولون إنهم يخططون للقبض على بقية قرود المكاك بمجرد الانتهاء من بناء الحظائر، خاصةً تلك الموجودة في المناطق السكنية، إذ سيتم إعداد أقفاص منفصلة لمجموعات مختلفة من القرود؛ لمنعها من القتال.   وحسب تصريح أثابول، فإنه يتوقع أن تبدأ المرحلة الأولى من العملية في غضون أسابيع، ويعتقد أن الأقفاص الضخمة ستكون قادرةً على احتواء الآلاف منها، و"سوف تحل المشكلة بسرعة كبيرة".

  أهمية قرود المكاك في تايلاند تُعَد القرود رمزاً لهذه المقاطعة في تايلاند، والتي تقع على بعد نحو 140 كيلومتراً شمال بانكوك، حيث يحتفل معبد الثلاثة باجوداس القديم بمهرجان "بوفيه القرود" السنوي، وتُرَى القرود على نطاقٍ واسع في جميع أنحاء المدينة. وتُصنَّف قرود المكاك على أنها من الأنواع المحمية بموجب قانون الحفاظ على الحياة البرية في تايلاند.   

وقال أثابول إنه لا ينبغي للناس أن ينظروا إلى القرود على أنها شريرة، قائلاً إن السلطات ربما لم تكن فعالة بما فيه الكفاية في عملها للسيطرة على أعداد القرود، مما أدى إلى اشتباكات بين الحيوانات والسكان.   

وقال أثابول إنهم يعملون أيضاً في مناطق أخرى من تايلاند تواجه المشكلات نفسها مع القرود، مثل براجواب كيري خان وفيتشابوري. وقال إن 52 من مقاطعات البلاد البالغ عددها 77 مقاطعة، أبلغت عن مشكلات متكررة من القرود.