النفاق التنظيمي
جفرا نيوز - بقلم: د. ذوقان عبيدات
قلت في مقالة سابقة: إن استبداد وزير أو مسؤول أو مدير أو عسكري ولو من رتبة شاويش يفرض جوًا من الصمت التنظيمي؛ فهو المتحدث الوحيد الناطق باسم المؤسسة حتى لو كان غير مختص، ولا يعرف ما يقول، وهو المانع أمام أي حديث آخر درءًا لمشاكل قد تنقص من مكانة المسؤول، ولذلك تبقى المعرفة الحقيقية مطمورة بين ركام تصريحات الوزير، أو المسؤول. أعجبني تعبير نقله سليم بطاينة عن "أنتوني نثنغ" وزير خارجية بريطاني ربما في الخمسينات، قال:
حين كان حسنين هيكل قريبًا من السلطة، كان الناس يهتمون بما يعرفه ويقوله، وحين ابتعد عن السلطة صار الاهتمام بما ينتجه من فكر!!
تأسيسًا على ما سبق، ومن دون أي تشبيه فقد كان هيكل مفكرًا استراتيجيّا، وليس بوقًا كما نشهده مع منافقينا الحاليين.
فالمنافقون الحاليون يعملون من دون غطاء، على الرغم من تزلفهم للسلطة، فالسلطة لا تسرب لهم أي معلومات يفاجئون الشعب بها، ولذلك يعتمد كل منافق على معطياته وعندياته، وليس عنده ما ينتجه من تحليل، فيرفع صوته بالشتائم على من لا يتفقون مع السلطة. صحيح أن هناك من يوجّههم ويزودهم بما يتوجب عليهم من الكتابة فيه مثل إعلاء النبرة أو خفضها، أو ركز على الحوثيين هذا الأسبوع، واشتم مواقف مسؤولين كبارً لم يعودوا مسؤولين، أو شكك في موقف فلان، وارفع من شأن فلان…إلخ
طبعًا، ليس هناك من أمل يرتجى في إقناع مسؤول بأن لا يتحدث فيما لا يعرف، لكن الأمل في تزويد المنافقين بمعلومات تشعرهم بالأهمية وتشعرنا فعلًا أنهم يستحقون المتابعة! وغير ذلك مما قد يرفع من مكانتهم عند أنفسهم وليس عند الجمهور!
فهمت علي؟ بتحب أشرح كمان؟!