هل جدري القرود أثر جانبي لأحد لقاحات كورونا؟

 زعمت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي أن حالات جدري القرود الأخيرة هي أثر جانبي للقاح فيروس كورونا الخاص بشركة أسترازينيكا.

ويرتبط الادعاء بحقيقة أن اللقاح يستخدم أحد الفيروسات الغدية التي تصيب الشمبانزي، كناقل للمادة الجينية الخاصة بفيروس كورونا المستجد.

لكن وكالة "فرانس برس" وصفت هذه الفكرة، بأنها "ليس لها أساس في الواقع"، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن فيروس جدري القردة، والفيروس الغدي المستخدم في لقاح كورونا ينتميان إلى عائلات مختلفة.

وقال البروفيسور إيوم جونج شيك، خبير الأمراض المعدية في مركز جيل الطبي بجامعة جاتشون بكوريا الجنوبية، إن اللقاح "لا يمكن أن يولد فيروسات جديدة داخل البشر ويسبب شيئاً مثل جدري القرود".

والفيروس الغدي هو ناقل اللقاح، ما يعني أنه مجرد وسيلة لنقل التعليمات الجينية إلى الجسم لتحفيز إنتاج بروتين سبايك مشابه لبروتين فيروس كورونا المستجد، ويؤدي هذا بعد ذلك إلى استجابة مناعية حتى يتمكن الجسم من محاربة عدوى حقيقية.

وكما هو الحال في لقاحات النواقل الفيروسية الأخرى، تم تغيير الفيروس الغدي للشمبانزي بحيث لا يصيب البشر أو يتكاثر.

ووصف البروفيسور يو جين هونج، عالم الأوبئة في الجامعة الكاثوليكية في كوريا الجنوبية، هذه الشائعة بأنها "جاهلة للغاية"، وقال إن هذا الادعاء ينبع من فكرة أن الشمبانزي يشار إليه على نطاق واسع بالقردة.

وأطلق جدري القردة على المرض اسمه، لأنه تم اكتشافه لأول مرة في مجموعة من قرود المكاك في عام 1958 والتي كانت قيد الدراسة لأغراض البحث، لكنها ليست الحيوانات الوحيدة التي تصاب بالمرض.

والقوارض هي المستودع الطبيعي الأكثر احتمالا لجدري القرود، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.