الصين بعد الأولمبياد: المونديال آتٍ
جفرا نيوز - ليس خافياً أن الصين تسعى بقوة لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم، وذلك بعد أن استضافت أهم الأحداث الرياضية الكبرى، وتحديداً الأولمبياد الصيفي والشتوي.
بالفعل، تبدو الصين قادرة على استضافة المونديال، وهي تستحق ذلك. وقد استضافت في شهر شباط/فبراير الماضي الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، وأبهرت الجميع، بحسب الكثيرين.
كانت هذه المرة الثانية التي تستضيف فيها الأولمبياد، ولكن في المرة الأولى، كان الأولمبياد الأهم، أي الألعاب الأولمبية الصيفية في العام 2008. وبذلك، كانت العاصمة الصينية أول مدينة تستضيف الأولمبياد الصيفي والشتوي.
وبين هذين الحدثين الكبيرَين، كانت بطولة العالم لكرة السلة في الصين وبطولة العالم لألعاب القوى، في حين لا تزال البلاد تستضيف منذ العام 2004 جائزة الصين الكبرى في حلبة شنغهاي ضمن بطولة العالم للفورمولا 1، وستستضيف بطولة آسيا لكرة القدم في 2023.
كل هذه الأحداث الرياضية مهمة، لكن يبقى الأهم بالنسبة إلى الصين هو أن تستضيف بطولة كأس العالم في كرة القدم. هذا ما أكده المعنيون بالرياضة الصينية منذ عدة أعوام، وهو ما يطمح إليه الرئيس الصيني شي جين بينغ.
لذا، إن الصين، وللوصول إلى هذا الهدف، لم تتوانَ منذ أعوام عن البدء بتطوير كرة القدم في البلاد. كان ذلك من خلال دوري كرة القدم الذي جذب أهم النجوم في الكرة الأوروبية والعالمية، إضافة إلى أهم المدربين، كالإيطاليين مارتشيلو ليبي وفابيو كانافارو والبرازيلي لويز فيليبي سكولاري.
كذلك، استضافت الصين أهم النجوم لزيادة انتشار كرة القدم في البلاد، على غرار النجمَين البرتغالي كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، إضافة إلى تأسيس أكثر من أكاديمية على مستوى عالٍ لتخريج اللاعبين الناشئين، ومشاريع لبناء ملاعب كبرى أو تحديث ملاعب موجودة.
بالفعل، إن ذلك أثمر زيادة في شعبية لعبة كرة القدم في الصين التي يبرع شعبها تحديداً في الرياضات التي تحتاج إلى القوة البدنية، كما في رياضة الجمباز التي تسيطر الصين على ألقابها العالمية. ولدى الصين رياضيون أفذاذ في هذه اللعبة، كما أنّها تعلم شعبها هذه الرياضة منذ الصغر.
ازدياد شعبية في كرة القدم بدا واضحاً عند قدوم الفرق الأوروبية إلى الصين في الصيف للعب المباريات الاستعدادية، إذ كان الصينيون بالآلاف في الملاعب، كما أن هذه الأندية أصبح لديها أكثر من أكاديمية لكرة القدم في الصين، على غرار بايرن ميونيخ الألماني، الذي تعاقد كذلك قبل فترة للمرة الأولى مع لاعب صيني في فريقه للشباب.
كذلك، استثمرت الصين في الكرة الأوروبية، وفي أهم الأندية، من خلال حصول صينيين على ملكية هذه الأندية، كما هو الحال في إنتر ميلانو الإيطالي.
وبحسب تقارير صحافيّة، فإن الصين تحتاج أيضاً إلى النجاح في استضافة المونديال للحصول على دعم قارة آسيا، إضافة إلى أوروبا وأفريقيا، وكذلك تطوير فريقها الوطني في كرة القدم. لذا، إن المعنيين بالرياضة في الصين أدركوا ضرورة تقليل التعاقد مع اللاعبين الأجانب في الدوري الصيني، لإعطاء اللاعبين الصينيين فرصة أكبر.
ما يمكن قوله إن استضافة الأحداث الرياضية الكبرى أصبحت دليلاً على تطور أي بلد من الناحية الاقتصادية وتوفر سبل الاستضافة فيه على أعلى المستويات، إضافة إلى أن الدول تسعى لاستضافة هذه الأحداث، وخصوصاً كأس العالم، لتأكيد الريادة، سواء في منطقتها أو العالم، فكيف الحال هنا ببلد شهد تطوراً مهماً، وأصبح قوة اقتصادية كبرى في العالم؟
هكذا، وبعد أن استضافت الصين أكثر الأحداث الرياضية المهمة، تبدو اليوم البلد الأكثر استعداداً في القارة الآسيوية من كل النواحي لاستضافة المونديال، عندما يحين دور آسيا مجدداً لاستضافة كأس العالم، بعد كوريا الجنوبية واليابان في 2002، ومونديال قطر هذا العام. بالتأكيد، إن استضافة الصين بطولة كأس آسيا 2023 ستوضح مدى إمكانياتها واستعداداتها الحقيقية لاستضافة المونديال.