الجفاف يبلغ الحد الأقصى منذ 1200 عاماً في الغرب الأميركي


جفرا نيوز - دراسة جديدة تتوصل إلى أنّ الجفاف في الغرب الأميركي قد بلغ حدّه الأقصى في العام الماضي، وهو أسوأ سيناريو يحصل بعد التغييرات المناخيّة والاحتباس الحراري.

تجاوز الجفاف في غرب القارّة الأميركيّة الرقم القياسي السابق  الذي سجّل في أواخر القرن الخامس عشر، ولم تظهر إلى اليوم أي علامات ايجابيّة، وفقاً لدراسة نُشرت يوم الاثنين في مجلة Nature Climate Change، وهذا ما يجعل سنة 2021 من أكثر الأعوام جفافاً التي تم تسجيلها على الإطلاق في المنطقة.

اعتبرت الدراسة أن 42% من هذا الجفاف الضخم يمكن يعود إلى تغير المناخ الذي يسببه الإنسان، حيث قال عالم الهيدرولوجيا المناخية في جامعة كاليفورنيا بارك ويليامز: "إنّ تغير المناخ يؤدي إلى حالة جفاف متدرّجة في الغرب، وهذا يعني أننا لم نبلغ السيناريو الأسوء بعد"، وأضاف "ما يحصل اليوم يتماشى تماماً مع اعتقاد الناس في القرن العشرين في أسوء سيناريو، لكني أظن اليوم أنه يجب علينا أن نستعدّ لظروف أسوأ بكثير في المستقبل".

تناولت الدراسة مستويات رطوبة التربة في الغرب الأميركي باستخدام القياسات الحديثة وحلقات الأشجار لتقديرات تعود إلى عام 800، واستخدم العلماء  29 نموذجاً لإنشاء عالم افتراضي خالٍ من الاحترار الذي يسببه الإنسان، فوجدوا أنّ 42% من ظروف الجفاف ناتجة مباشرة عن الاحترار الذي يسببه الإنسان، وإنه لولا الاحتباس الحراري، لانتهى خطر الجفاف في وقت مبكر.

وقال ويليامز إن هناك صلة مباشرة بين الجفاف والحرارة وتزايد حرائق الغابات التي دمرت الغرب لسنوات لأنّ الحرائق تحتاج الى وقود جاف يتمّ تعزيزه بالجفاف والحرارة و أضاف " هذا الجفاف الضخم قد بدأ بالفعل عام 2002 "

وقال جوناثان أوفربيك، عميد البيئة في جامعة ميشيغان، الذي لم يكن جزءاً من الدراسة، أنّ الدراسة "هي دعوة مهمة للاستيقاظ"، وأنّه "يمكن أن يزداد الأمر سوءاً إذا لم نتصدّ لتغير المناخ قريباً".

كما صرّح دانيال سوين، عالم المناخ في جامعة كاليفورنيا أنّ تغيّر المناخ من المرجح أن يجعل الجفاف الضخم "سمة دائمة لمناخ مستجمعات المياه في نهر كولورادو خلال القرن الحادي والعشرين".

يذكر أنّه تمّ اعتبار ولاية كاليفورنيا في حالة جفاف رسميا من منتصف أيّار/مايو حتى نهاية عام 2021 ، وكان ما لا يقل عن ثلاثة أرباع الولاية في أعلى مستويين من الجفاف من تمّوز/يوليو حتى عيد الميلاد، وفقاً للأرصاد الجويّة الأميركيّة.