عالم أعصاب يشرح لماذا يجب أن نشرب القهوة قبل أخذ قيلولة

غالبا ما ينصح الخبراء بتجنب الكافيين قبل ساعات من موعد النوم كي لا يؤثر على جودته ويصيبنا بالأرق، لكن أحد الخبراء جاء بنصيحة تتنافى مع هذا المعتقد الراسخ.

ويشرح بريس فاروت، الذي يبحث في آثار تقييد النوم في مستشفى أوتيل ديو في باريس، كل الحيل الموجودة في كتابه Saved by the Siesta، لمكافحة الحرمان من النوم.

ويقول عالم الأعصاب إن فنجانا من القهوة سيكون سر القيلولة الاحترافية، موضحا أن الدراسات  تظهر أن القيلولة اليومية هي "علاج فعال للغاية لجميع الأغراض لقصور النوم".

وأوضح: "هناك أدلة علمية على أن القيلولة لا تعالج فقط التعب الشديد، ولكن أيضا تساعد على التغلب على النعاس، والألم، والهشاشة المناعية، والضغط، وارتفاع ضغط الدم، والسمنة، وأمراض القلب والأوعية الدموية".

وأضاف برايس أن شرب القهوة مباشرة قبل قيلولة مدتها 20 إلى 30 دقيقة سيساعد في التغلب على الترنح عند الاستيقاظ، حسبما ذكرت صحيفة "التايمز".

وقال: "يستغرق الكافيين نحو 20 دقيقة لبدء النشاط وتنشيط الدماغ"، وهذا يعني أنه عند أخذ قيلولة يمكن أن تستمر في النوم لوقت طويل، لكن جرعة الكافيين التي سبقت هذه الممارسة، ستساعدك على الاستيقاظ  بعد 20 إلى 30 دقيقة، عندما يبدأ الكافيين تأثيره، وبالتالي ستكون أكثر يقظة لمدة أربع إلى ست ساعات بعد ذلك.

وتابع برايس: "إنها خدعة مفضلة لمن يأخذ قيلولة بانتظام".



"قيلولة الكافيين"


تمت دراسة نهج برايس الغريب فيما يتعلق بتعزيز الطاقة في منتصف النهار، وحقق نتائج واعدة.

على سبيل المثال، أظهرت دراسة يابانية أجريت على 10 بالغين أن أولئك الذين أخذوا "قيلولة الكافيين" لمدة 15 دقيقة أظهروا أداء أفضل في مهام الكمبيوتر من أولئك الذين أيقظوا أنفسهم من الغفوة بغسل الوجه أو التعرض للضوء الساطع.

وعادة لا يتم الجمع بين القهوة والنوم معا. وإذا كانت هناك نصيحة مشتركة بين الخبراء لمن يعانون من الحرمان من النوم، فهي تجنب الكافيين.

وعلى الرغم من أنه يمكن أن يساعد في تنشيطك للمهام الفورية، إلا أنه يمكن أن يضر بنمط النوم أكثر من خلال إبقائك مستيقظا في الليل.

ويستغرق الجسم نحو أربع إلى ست ساعات لكسر نصف آثار الكافيين، وفقا لمؤسسة النوم.

وهذا يعني أنه إذا تناولت القهوة في فترة ما بعد الظهر، فقد تبقيك مستيقظا بمجرد أن تذهب إلى الفراش في الساعة 10 مساء.

ويؤثر الكافيين على الدماغ بمنع الأدينوزين الكيميائي المعزز للنوم، وهو ما قد يجعلك أيضا تتقلب في السرير.

ويشير عالم الأعصاب إلى ضرورة عدم أخذ قيلولة في وقت متأخر جدا من اليوم. موضحا أن قيلولة لمدة 20 دقيقة بعد الخامسة مساء قد تأتي بنتائج عكسية لأنها "قد تجعل النوم أكثر صعوبة في الليل".

وكقاعدة عامة، يوصي بفترة ست ساعات استيقاظ على الأقل بين القيلولة ووقت النوم.

ويشدد برايس على ضرورة الالتزام بأخذ قيلولة تتراوح بين 20 إلى 30 دقيقة، لأن ما يزيد عن ذلك يمكن أن يجعلك تشعر بسوء.