NFT.. أصول رقمية ثورية لا تخلو من المجازفة
جفرا نيوز - أدخلت تكنولوجيا "ان اف تي" للتوثيق الرقمي تغييرات عميقة في سوق الفنون والثقافة واستحالت محركاً رئيسياً في عالم المزادات، لكن استخدامها يبقى معقداً لغير الضليعين في هذا المجال.
تسمية "إن اف تي" هي اختصار للعبارة الإنجليزية "Non-Fungible Token"، ومعناها "الرموز غير القابلة للاستبدال" وترمز إلى عدم القدرة على استبدال أي قطعة بأخرى موازية لها "على سبيل المثال استبدال ورقة نقدية بقيمة 5 دولارات بأخرى من الفئة عينها".
مقتنيات رقمية
ويمكن تعريف الـ"ان اف تي" بأنها "مقتنيات رقمية" يمكن تعقب مصدرها. وبصورة ملموسة، هي عبارة عن عقد يتم تحديد بنوده من خلال شفرة معلوماتية لسلعة افتراضية أو حقيقية.
ويمكن لهذه القواعد الحد من عدد النسخ المتوافرة للبيع والسماح بـ"إعادة إصدار"، أو تنظيم نظام لتوزيع العائدات يتيح حصول صاحب العمل الأصلي على إيرادات عن كل عملية.
وباتت "إن إف تي" نوعاً جديداً من الأصول الرقمية، على غرار العملات المشفرة مثل "بتكوين" التي تستعين بتكنولوجيا سلسلة الكتل "بلوك تشين"، أي مرجع توثيقي يتشاركه عدد كبير من الأفراد من دون سلطة مركزية.
أنواع المشترين
الشراة هم خصوصاً هواة جمع أو مضاربون يأملون تحقيق أرباح من خلال إعادة بيعها لاحقاً بسعر أعلى.
وقد شكّلت الـ"ان اف تي" محور مزادات كثيرة أحدثت ضجة عالمية، بينها على سبيل المثال بيع أول تغريدة لمؤسس تويتر جاك دورسي في مقابل 2.9 مليون دولار.
كما تُستخدم في ألعاب الفيديو والسينما والموسيقى، كذلك شكّلت محور مبادرات غير اعتيادية، بما يشمل مثلا شراء أرض افتراضية أو تربية خيول سباقات افتراضية.
شهادة أصالة مسجلة بتقنية "بلوك تشين"
كما هو الحال مع العملات المشفرة، من الممكن شراء وبيع الـ"إن اف تي" على منصات متخصصة.
وخلال العملية، لا يحصل الشاري بالضرورة على القطعة المحددة، يل يُمنح فقط شهادة أصالة مسجلة بتقنية "بلوك تشين" لتغيير الملكية.
المحفظة الرقمية
للحفاظ على الحقوق في هذه الشهادة، تُعد المحفظة الرقمية ضرورية، سواء كانت برنامجاً في شكل امتداد لمتصفح إنترنت أو قطعة متصلة آمنة على شكل ناقل "يو اس بي".
قبل الشراء، يجب أن يتم الدفع بعملة مشفرة، لكن من الممكن أيضاً "إنشاء" قطعة "إن إف تي" بصورة ذاتية بالاعتماد على بعض المهارات في مجال المعلوماتية.
أمر تقني غير مفهوم وغامض
لا يزال شراء وبيع واستخدام "ان اف تي" أمراً تقنياً وأحياناً غير مفهومة بصورة جيدة، ما قد يعرض المستثمرين للخطر.
لكل تفاعل مع الـ"بلوك تشين"، ثمة حاجة لدفع نفقات للأشخاص الذين يهتمون بالتحقق من المعاملات.
وأوضح تقرير حديث نشرته منصة "تشاين أناليسس" المتخصصة أن شراء إن إف تي تم إنشاؤها حديثاً من مجموعة منتظرة للغاية هي عملية تنافسية للغاية، إذ يأمل آلاف المستخدمين في الشراء في الوقت نفسه".
في هذه الحالة، تبوء معاملات كثيرة بالفشل، لكن تظل الرسوم مستحقة وتكون مرتفعة في بعض الأحيان اعتماداً على سعر العملات المشفرة التي غالباً ما تُستخدم لدفعها.
لكنّ بعض المشترين يبدون تصميماً على النجاح وقد يستخدمون روبوتات (برمجيات قوية لتقديم الطلبات)، ما يجعل المعاملة أكثر غموضاً بالنسبة للمستثمر المبتدئ.
وخلصت الدراسة إلى أنه في عام 2021، "استحوذت مجموعة صغيرة جداً من المستثمرين ذوي الخبرة على الجزء الأكبر من أرباح مجموعات إن إف تي".