ومع ذلك... ستبقى فلسطين
جفرا نيوز- كتب حمادة فراعنة
مسيرات الإعلام الإسرائيلية التي دعا لها قادة المستعمرات الاجنبية تستهدف قرى الريف الفلسطيني، أسوة بمسيرة الإعلام التي فشلت يوم 10 أيار 2021، وتم تعويضها واستبدالها يوم 15 حزيران.
مسيرة الإعلام الفاشلة هدفت للاحتفال بيوم «تحرير القدس» و»توحيدها» والإصرار على أنها «عاصمة موحدة» للمستعمرة وفق التقويم العبري، أحبطها الفلسطينيون بتماسكهم واعتصامهم، وحصيلتها تعارضت وتعاكست مع رغبة المستعمرة وأدواتها، وأثبت المقدسيون أنهم جزء من شعبهم الفلسطيني وامتداداً له، وأن القدس جزء من خارطة فلسطين.
مسيرات الإعلام الإسرائيلية أُسوة بالمسيرة التي استهدفت القدس، تستهدف إلحاق الريف الفلسطيني بخارطة المستعمرة الإسرائيلية عبر: 1- منع البناء والتمدد والاستثمار والتطوير للريف الفلسطيني، أو ما يسمى المنطقة الثالثة «ج»، 2- استيلاء وتمدد المستعمرات وتطويرها على حساب الريف الفلسطيني وقراه، وجعله طارداً لأهله بالتضييق والإرهاب وكل ممارسات الأذى غير الإنسانية سواء من قبل المستوطنين أنفسهم أو من ممارسات جيش الاحتلال.
استراتيجية اليمين واليمين السياسي الإسرائيلي المتطرف، ممارسة التطهير العرقي للريف الفلسطيني، وحشر الفلسطينيين في المدن، وإلحاق سكانها لدولتهم المستقلة في قطاع غزة مستقبلاً، ليتحولوا إلى أجانب مقيمين على أرض «يهودا والسامرة»، مع تأكيد الحفاظ على فلسطينيتهم ليس محبة بهم وبهويتهم، بل بهدف إتباعهم لدولتهم المستقبلية على أرض غزة الفلسطينية.
استراتيجية المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي، والفريق الحكومي الحاكم، يريد التوسع والاستيلاء على أكبر مساحة من الأرض الفلسطينية، وبأقل قدر من السكان الفلسطينيين، والعمل على التخلص منهم عبر الفرص المتاحة.
مسيرات الإعلام، تتفق وبرنامج حكومة بينيت، في الانقضاض على الريف الفلسطيني، حتى لا تصطدم بالجيش والمخابرات الذين منعوا نتنياهو لضم المستعمرات والغور الفلسطيني، طالما أن الاستيطان مستمر والأمن مستتب ولا حاجة للممارسات الشعبوية الانتخابية، ولهذا وضع بينيت مع حلفائه الأكثر تطرفاً برنامجاً لجعل الريف الفلسطيني هو مركز اهتمامهم، إلى جانب استمرار العمل على أسرلة وعبرنة وتهويد القدس.
شعب فلسطين باسل شجاع يستميت للدفاع عن أرضه وكرامته ومقدساته، ومثلما أحبط مشروع مسيرة رايات القدس خلال شهر رمضان وأفشلها، وحرك شوارع وعواصم العالم تضامناً مع تطلعاته المشروعة، ورفضاً وشجباً للمستعمرة واحتلالها، سيجد الوسائل والأدوات والتعابير الملائمة لإحباط مسيرات الرايات الإسرائيلية، ليؤكد الترابط بين الأرض والإنسان، وترابط خريطة فلسطين مع بعضها البعض، ومع تضحياته وصموده وثقته أن المستقبل سيكون لفلسطين كما الجزائر وفيتنام وجنوب افريقيا، وكل الذين نالوا الحرية والاستقلال.