الم عجز العالم حملهُ
جفرا نيوز - بقلم هدى زعاترة
"الله يسهل عليك يابا" بهذه الكلمات ودع طفل فلسطيني اباه الشهيد في غزة، أي شعور بالخوف والوحدة احسست يا صغيري، كيف مر عليك شريط تخيلت فيه مستقبل بلا ابيك؟
شعب فلسطين المناضل بقدر ما يعطي العالم قوة بقدر ماهو حزين متعب.. اسرى تقيد ايديهم وعلى وجوههم ترسم بسمة فخر ليسلبوا بأبتسامتهم من المغتصب لذة الانتصار.. ولكن يصعب على عقولهم وقلوبهم فكرة ان يفقد احدهم فلذة كبده او امه او احد اقاربه الذي من مجرد فقد احدهم يسقط بفقدهم من بقوا بعدهم على قيد الحياة شهداء من بعدهم.
كم تمنى ان يسمع كلمة عمي.. كم شعر بشعور العم الاب الحاني لتلك الطفلة قبل ولادتها.. كم كانت عيناه فرحة بسماع خبر انه سيصبح عم؟ ( شهيد زوجة اخاه ولدت طفلة بنفس لحظة استشهاده)
كم تمنى ذلك اليوم... كم خطط له مع عروسه يجلسان سوياً ليزفان أجمل عروسين في ثاني ايام العيد.. كم سمع كلمة مبروك يا عريس العيد.. ليزف اليوم عريس الى الجنة بدل من ان يزف الى عروسه.. لتتحول زينة العرس الى دموع امه ( شهيد خاطب وكان قد حدد يوم زفافه ثاني أيام العيد وها هو اليوم عريساً بالجنة).
رتل آيات القرآن آية تلو الاية، صوت يصدح في المسجد مرتلاً آيات القرآن الكريم ليغرسها حباً في قلوب طلابه، وزع الحلوى ليكافئهم بجهود حفظهم وليحصد مع كل حبة حلوى ثمرة جهده ( الشهيد إبراهيم الشنباري يوزع الهدايا بالمسجد على طلابه الذين حفظوا القرآن وذلك قبل استشهاده بثلاث ساعات).
حزينة عليك يا وطني.. حزينة عليكِ يا اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، لا املك ان اكتب ما يحدث دون ان ابكي شهدائك، بل لا املك حتى ان اكتب خاتمة لمقالي فقد جف قلمي كما جفت الضمائر العربية... جميلة انتِ يا قدس كجمال يوسف وخذلك العرب كما اخوته... لن اضع نقطة للنهاية فصمودك هو البداية.. ولا حيلة الا الدعاء