وسائل الإعلام واستراتيجيات النجاح
جفرا نيوز- كتب د. عبدالرزاق الدليمي
تؤثّر وسائل الإعلام على الاستراتيجيّات التجارية بشكل مباشر على العديد من المستثمرين ورؤوس الأموال، إذ تختصر وسائل الإعلام الوقت والجهد على المستثمرين الذين يقضون أوقاتاً طويلةً في البحث عن أسهم لشرائها وبيعها، فلوسائل الإعلام تأثير مهم في عملية التداول قصير الأمد، أيّ شراء شركة معينة أو أصول معينة وبيعها في وقت قصير، إذ تتمّ عملية الشراء والبيع في نفس اليوم أو خلال أسبوع واحد، وذلك بمساعدة وسائل الإعلام التي تطرح الشركات والأسهم القابلة للبيع والشراء، وذلك بدلاً من شرائها والاحتفاظ بها لفترة طويلة قبل عرضها للبيع مرّةً أخرى. وحول تأثير التلفاز على الإنسان أظهرت دراسة أجرتها شركة إعلاميّة أنّ وسائل الإعلام وخاصةً التلفاز تُلبّي احتياجات الإنسان العاطفية، حيث إنّ الإنسان يشعر بالراحة، والاسترخاء، والهروب من الواقع، ويشعر أيضاًً باكتسابه تجارب جديدة، وذلك كلّه لمجرد جلوسه على المقعد أمام التلفاز، ويجلس الإنسان عادةً ما يُقارب السبع ساعات يومياً أمام التلفاز أو حتّى شاشة الكمبيوتر، لذلك فإنّ الشركات تُنفق ملايين الدولارات سنوياً من أجل الترويج لسلعها عبر إعلانات التلفاز، كما تعمل جاهدةً لعرض كلّ ما يجذب انتباه المشاهدين لتجعلهم في النهاية مدمنين على مشاهدة التلفاز وتُحقّق أهدافها التجارية. ولوسائل الإعلام أهمية في الحصول على المعرفة حيث تؤثّر وسائل الإعلام على الفرد من خلال ستة أمور رئيسية، فقد يكون تأثيرها إمّا على مدى الإدراك لديه، أو على اعتقاداته، أو على سلوكه، أو على عاطفته، أو على وظائف الأعضاء، أو على مواقفه ووجهات نظره، وتكمن أهمية وسائل الإعلام بأنّ العقل البشري لا يتوقّف عمله فقط على استقبال المعلومات من الصحف، أو الكتب، أو الأخبار التلفزيونية، أو مواقع الويب، وإنّما يقوم العقل بتحويل كلّ ما يحصل عليه من معلومات إلى معرفة، واستنتاجات لأمور أخرى، ومعانٍ جديدة، ومبادئ جديدة تتعلّق بالحياة من حوله. وعن تأثير الإعلام من ناحية التعليم يمكن للتلفاز أن يعلم الأطفال الكثير من الأشياء المفيدة، ومنها: تعلم الحروف الأبجدية، والحساب، والتعاون، واللطف، كما تُحفز بعض البرامج على زيارة المكتبات، وحديقة الحيوان، والمتاحف وغيرها من الأماكن الترفيهية التي يمكن زيارتها، ومع ذلك فقد أظهرت الدراسات الحديثة أنّ مشاهدة الأطفال للتلفاز من ساعة إلى ساعتين كلّ يوم دون إشراف له تأثير ضار على التحصيل الأكاديمي خاصةً على القراءة. تزويد المجتمع بالمعلومات يُمكّن الإعلام الناس من الحصول على معلومات حول الأحداث الوطنية والدولية، وذلك من خلال الأخبار.
يؤدي الإعلام دوراً مهماً في صناعة الرأي العام، ومع ظهور الوسائط الإلكترونية أصبح بإمكان الأشخاص الوصول إلى المعلومات بنقرة زر، حيث يتمّ نشر الصور ومقاطع الفيديو عبر التلفزيون والأجهزة المحمولة. إنّ وسائل الإعلام والمجتمع قائمةٌ على أساس الإخبار، وتوصيل المعلومات إلى الجمهور، وتشكيل الحوارات، وديمومة الانفعال مع القضايا التي يطرحها، والأخبار التي يهتم بتناولها؛ وإنّ المجتمع الذي يُعتبر الفرد قاعدته الأولى، ونقطة انتهائه، هو المجال الذي يختبر فيه الإعلام ووسائله والقائمين عليه، مدى نجاعة ما يقدمونه، أو يحاولون الوصول إليه، وينحصر تأثير دور الإعلام في النُقاط الرئيسية الآتية: إيصال المعلومات والأخبار، وكل ما يتعلق بها إلى الجمهور العام، بصورةٍ مُجرّدة، ودون تحيُّز. خلق النقاشات والحوارات المختلفة: مع نُخب المجالات المتعددة، ضمن حيّزٍ إعلاميٍ مُعيّن؛ وتمثل البرامج التلفزيونيّة الحواريّة، مثالاً واضحاً على ذلك. البحث عن القضايا: التي لا يعرف عنها العامّة الكثير؛ ويشمل ذلك قصص المُهمشين، وفساد أجهزة الدولة، وقضايا التخابر، والكوارث الخدماتيّة في منطقةٍ ما، وغير ذلك من الأمور.