" آبر التخدير والنهضة الكاذبة ... أي مستقبل ينتظر الشباب الأردني !؟"
بقلم : هشام الهبيشان .
ليس بعيداً عن ملف جائحة كورونا والبروباغندا الإعلامية التي تثار حولها في الأردن ، والتي اصبحت شماعة تعلق عليها كل أزمات الأردن ،ومن بينها أزمة وواقع الشباب الأردني ،والذي كان قبل أزمة كورونا ببضعة شهور وبالتزامن معها، ينتظر بشغف نهضة اقتصادية قادمة تنتظر الأردن وشباب الأردن!!؟؟،كما تحدثت عنها حكومة النهضة في حينها "حكومة الرزاز "، وهنا علينا بالأردن أن نعترف ومع هذا الحديث ومع تقادم هذا الحديث وترديد نفس العبارات نستطيع أن نختصر هذا الحديث بمقولة ”نسمع جعجعة ولا نرى طحين”، فقد بدأت علامات الشيخوخة والهرم تظهر على وجوه الشباب الأردني، ولم يشاهدوا من حديث مدّعي الحرص على مستقبل الشباب الأردني سوى الكلام ،والحقيقة الأكثر الماً هي ” أنّ الشباب الأردني اليوم، يعيشُ حالة من الاغتراب في مجتمعه ووطنه الأم، وذلك نتيجة لارتباطه بمتغيرات وإفرازات المجتمع الذي ينشأ فيه، وكل ذلك بسبب سياسات تمارسها بعض الاقطاب التي تدور بفلك السلطة الحاكمة في الأردن على هذا الشباب المظلوم والمقهور، و الذي ما تزال أزمة البطالة تلاحقه في كل مكان، وهو عاجز عن توفير لقمة العيش والمسكن، كي يتزوج أو على الأقل أن يوفّر قوت يومه، وجاءت شماعة جائحة كورونا لتكون القشة التي تكسر آمال وطموحات ومستقبل الشباب الأردني ، وهذا على الأقل سبب كاف لزيادة الشعور بالاغتراب داخل الوطن، وفي البيئة المجتمعية الحاضنة لهؤلاء الشباب”.
وهنا وليس بعيداً عن تصريحات مسؤولي "حكومة الرزاز " في حينها ، لا أعرف بالتحديد ماذا يقصد مسؤولي "حكومة الخصاونة " عندما يتحدثوا عن نهضة أقتصادية قادمة للأردن ، وهل هم يقدمون رؤيتهم بناءاً على مؤشرات هم يعلموها ونحن لانعلمها !!؟، وهل يعيشون بذات الواقع المر المؤلم الذي يعيشه المجتمع الأردني بمعظمه، وخصوصاً فئة الشباب منه !!؟.
هل يعي مسؤولي حكومة الخصاونة اليوم ،أن الأردن بات يعيش أزمة حقيقية مركبة العناوين ،يصعب الخروج منها الا باصلاح سياسي شامل ونهج واضح وشفاف في مسار مكافحة الفساد لايستثني احداً !؟،هل يعي مسؤولي حكومة الخصاونة أن الشباب الأردني مل الحديث عن الزجاجة وعنقها وكيف سيخرج الأردن منها ، بل بات يبحث عن زجاجة خارجية يهرب لها ،بعد ان ضاقت عليه زجاجة الوطن ،مابال مسؤولي حكومة الخصاونة ،الا يقرأون الارقام التي تتحدث عن أن، 65% من شبابنا الأردني يبحث عن مشروع للهجرة من زجاجة الوطن إلى أي زجاجة أخرى تحتويه وليس لها عنق وحتى لو كانت شبه ملئ بالكورونا !؟،زجاجة تحتوي شبابنا الأردني الطموح ،فهذا الشباب الطامح لمستقبلٍ أفضل، الطامح إلى حقوق تضمنُ له كرامته في وطنه، وتجعلهُ يشعر بالأمان المعيشي الدائم، الطامح حين يعبّر عن رأيه.. سواء كان مع أو ضدّ بأن يحترم رأيهُ، وحين يطالب بحقٍ من حقوقه المسلوبة، أن يُعطى حقوقه، فهو لايطلب الكثير ومايريده هو فقط أن يتم احتواء مشاكله و أفكاره، ومساعدته على تنمية قراراته، وتلبية مطالبه ،ليتخلص من التهميش الممارس عليه في كل ميادين الحياة .
واليوم ، وبالتزامن ، مع محدودية فرص الشباب الأردني للهروب إلى زجاجة خارجية بسبب ملئ معظم زجاجات العالم بالكورونا ،اصبحت البدائل امام الشباب الأردني تضيق ، وبعضه ونتيجه لتراكم الضغوط وضعف الوازع الديني، لايجد بديلاً سوى الانتحار”وهذا أمر مرفوض بكل تأكيد ” ليخرجه من عنق الزجاجة الأردنية ،ولم تكن حوادث القتل والانتحار الأخيرة الا حدث مفصلي ويستحق تسليط الضوء عليه ،وخصوصاً أن التقرير الإحصائي السنوي لعام 2018 والصادر عن دائرة الإحصاءات العامة، اظهر الزيادة المستمرة في حالات الانتحار التام في الأردن خلال السنوات الماضية، حيث وصلت حالات الانتحار التام الى 142 حالة خلال عام 2018 وبنسبة إرتفاع بلغت 9.2% مقارنة مع عام 2017، وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن” الى وقوع 605 حالات إنتحار تام خلال آخر خمس سنوات في الأردن (2014-2018) حيث سجل 100 حالة انتحار عام 2014، و 113 حالة عام 2015، و 120 حالة عام 2016، و 130 حالة عام 2017، الى جانب تسجيل 142 حالة عام 2018.
وهنا يمكن تأكيد ،ان ما يعلن عنه بشكل شبه يومي من حالات انتحار في صفوف الشباب و تحصل في العديد المناطق في الأردن ،هو جزء من أفرزات ظروف وأزمات ومشاكل وتعقيدات الداخل الأردني التي تتحملُ بعض الاقطاب الفاعلة في صناعة القرار الأردني الداخلي جزءاً كبيراً منها ،فهذه الظواهر الخطيرة في صفوف الشباب الأردني ،تبرزُ ظاهرة الإحباط والقبول به لدى الشباب، وهي أخطر ما يمكن أن يواجهه المجتمع، نتيجة إفرازات الواقع المعاش ، وتراكم الكبت الذي أصبح مركباً ومعقداً للغاية في ظل انخفاض العامل الديني الذي يعملُ على تحصين الشباب ويحوّله الى قوة ممانعة ترفض الفشل ، فقد انتشرت بين الكثير من الشباب الأردني حالة الاحباط جرّاء البطالة "معدل البطالة تجاوز الـ 30% ” بين صفوف الشباب المتعلم ، والفقر "معدل الفقر بين صفوف الشباب تجاوز حاجز الـ 45% "،وعدم الاستقرار النفسي، فلا يجد بعضهُ وسيلة للخلاص إلّا بإلقاء نفسه في النار، ويسهم في ذلك الفراغ الروحي، فاليوم نرى حالة غير طبيعية بانتشار أفكار التطرف بين صفوف الشباب الأردني، إضافة إلى أنتشار آفة المخدرات بشكلٍ كبير وملموس بين الشباب، ولنقس على هذه الظاهره باقي الظواهر .. عنف مجتمعي– ازدياد حالات الانتحار -الأزمات الأخلاقية و … ألخ، والتي أصبحت تنخر بالجسد المجتمعي للمجتمع الأردني وأخصّ فئة الشباب منه ، والفضل بكل ذلك يعود الى سياسة ونهج خاطئ وملتبس ،أوصل الشباب الأردني للحال الذي وصل له اليوم .
ختاماً ،اليوم ،يمكننا القول ،وبناءاً على كل ماتقدم ،أن الشباب الأردني اليوم يعيش بأزمة حقيقية ،باتت تمهد لأنفجار كبير ،والحلول لتفادي هذا الأنفجار ،لن تجدي معها الآبر التخديرية ،ولا الرهان على الوقت ، والخوف كل الخوف ،ان تنفجر الزجاجة الأردنية بما فيها من أزمات متراكمة ،وعندها لن يكون لها عنق ،وسيخرج الكل منها ،فهل وصلت الرسالة ؟؟.
*كاتب وناشط سياسي – الأردن .
hesham.habeshan@yahoo.com
ليس بعيداً عن ملف جائحة كورونا والبروباغندا الإعلامية التي تثار حولها في الأردن ، والتي اصبحت شماعة تعلق عليها كل أزمات الأردن ،ومن بينها أزمة وواقع الشباب الأردني ،والذي كان قبل أزمة كورونا ببضعة شهور وبالتزامن معها، ينتظر بشغف نهضة اقتصادية قادمة تنتظر الأردن وشباب الأردن!!؟؟،كما تحدثت عنها حكومة النهضة في حينها "حكومة الرزاز "، وهنا علينا بالأردن أن نعترف ومع هذا الحديث ومع تقادم هذا الحديث وترديد نفس العبارات نستطيع أن نختصر هذا الحديث بمقولة ”نسمع جعجعة ولا نرى طحين”، فقد بدأت علامات الشيخوخة والهرم تظهر على وجوه الشباب الأردني، ولم يشاهدوا من حديث مدّعي الحرص على مستقبل الشباب الأردني سوى الكلام ،والحقيقة الأكثر الماً هي ” أنّ الشباب الأردني اليوم، يعيشُ حالة من الاغتراب في مجتمعه ووطنه الأم، وذلك نتيجة لارتباطه بمتغيرات وإفرازات المجتمع الذي ينشأ فيه، وكل ذلك بسبب سياسات تمارسها بعض الاقطاب التي تدور بفلك السلطة الحاكمة في الأردن على هذا الشباب المظلوم والمقهور، و الذي ما تزال أزمة البطالة تلاحقه في كل مكان، وهو عاجز عن توفير لقمة العيش والمسكن، كي يتزوج أو على الأقل أن يوفّر قوت يومه، وجاءت شماعة جائحة كورونا لتكون القشة التي تكسر آمال وطموحات ومستقبل الشباب الأردني ، وهذا على الأقل سبب كاف لزيادة الشعور بالاغتراب داخل الوطن، وفي البيئة المجتمعية الحاضنة لهؤلاء الشباب”.
وهنا وليس بعيداً عن تصريحات مسؤولي "حكومة الرزاز " في حينها ، لا أعرف بالتحديد ماذا يقصد مسؤولي "حكومة الخصاونة " عندما يتحدثوا عن نهضة أقتصادية قادمة للأردن ، وهل هم يقدمون رؤيتهم بناءاً على مؤشرات هم يعلموها ونحن لانعلمها !!؟، وهل يعيشون بذات الواقع المر المؤلم الذي يعيشه المجتمع الأردني بمعظمه، وخصوصاً فئة الشباب منه !!؟.
هل يعي مسؤولي حكومة الخصاونة اليوم ،أن الأردن بات يعيش أزمة حقيقية مركبة العناوين ،يصعب الخروج منها الا باصلاح سياسي شامل ونهج واضح وشفاف في مسار مكافحة الفساد لايستثني احداً !؟،هل يعي مسؤولي حكومة الخصاونة أن الشباب الأردني مل الحديث عن الزجاجة وعنقها وكيف سيخرج الأردن منها ، بل بات يبحث عن زجاجة خارجية يهرب لها ،بعد ان ضاقت عليه زجاجة الوطن ،مابال مسؤولي حكومة الخصاونة ،الا يقرأون الارقام التي تتحدث عن أن، 65% من شبابنا الأردني يبحث عن مشروع للهجرة من زجاجة الوطن إلى أي زجاجة أخرى تحتويه وليس لها عنق وحتى لو كانت شبه ملئ بالكورونا !؟،زجاجة تحتوي شبابنا الأردني الطموح ،فهذا الشباب الطامح لمستقبلٍ أفضل، الطامح إلى حقوق تضمنُ له كرامته في وطنه، وتجعلهُ يشعر بالأمان المعيشي الدائم، الطامح حين يعبّر عن رأيه.. سواء كان مع أو ضدّ بأن يحترم رأيهُ، وحين يطالب بحقٍ من حقوقه المسلوبة، أن يُعطى حقوقه، فهو لايطلب الكثير ومايريده هو فقط أن يتم احتواء مشاكله و أفكاره، ومساعدته على تنمية قراراته، وتلبية مطالبه ،ليتخلص من التهميش الممارس عليه في كل ميادين الحياة .
واليوم ، وبالتزامن ، مع محدودية فرص الشباب الأردني للهروب إلى زجاجة خارجية بسبب ملئ معظم زجاجات العالم بالكورونا ،اصبحت البدائل امام الشباب الأردني تضيق ، وبعضه ونتيجه لتراكم الضغوط وضعف الوازع الديني، لايجد بديلاً سوى الانتحار”وهذا أمر مرفوض بكل تأكيد ” ليخرجه من عنق الزجاجة الأردنية ،ولم تكن حوادث القتل والانتحار الأخيرة الا حدث مفصلي ويستحق تسليط الضوء عليه ،وخصوصاً أن التقرير الإحصائي السنوي لعام 2018 والصادر عن دائرة الإحصاءات العامة، اظهر الزيادة المستمرة في حالات الانتحار التام في الأردن خلال السنوات الماضية، حيث وصلت حالات الانتحار التام الى 142 حالة خلال عام 2018 وبنسبة إرتفاع بلغت 9.2% مقارنة مع عام 2017، وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن” الى وقوع 605 حالات إنتحار تام خلال آخر خمس سنوات في الأردن (2014-2018) حيث سجل 100 حالة انتحار عام 2014، و 113 حالة عام 2015، و 120 حالة عام 2016، و 130 حالة عام 2017، الى جانب تسجيل 142 حالة عام 2018.
وهنا يمكن تأكيد ،ان ما يعلن عنه بشكل شبه يومي من حالات انتحار في صفوف الشباب و تحصل في العديد المناطق في الأردن ،هو جزء من أفرزات ظروف وأزمات ومشاكل وتعقيدات الداخل الأردني التي تتحملُ بعض الاقطاب الفاعلة في صناعة القرار الأردني الداخلي جزءاً كبيراً منها ،فهذه الظواهر الخطيرة في صفوف الشباب الأردني ،تبرزُ ظاهرة الإحباط والقبول به لدى الشباب، وهي أخطر ما يمكن أن يواجهه المجتمع، نتيجة إفرازات الواقع المعاش ، وتراكم الكبت الذي أصبح مركباً ومعقداً للغاية في ظل انخفاض العامل الديني الذي يعملُ على تحصين الشباب ويحوّله الى قوة ممانعة ترفض الفشل ، فقد انتشرت بين الكثير من الشباب الأردني حالة الاحباط جرّاء البطالة "معدل البطالة تجاوز الـ 30% ” بين صفوف الشباب المتعلم ، والفقر "معدل الفقر بين صفوف الشباب تجاوز حاجز الـ 45% "،وعدم الاستقرار النفسي، فلا يجد بعضهُ وسيلة للخلاص إلّا بإلقاء نفسه في النار، ويسهم في ذلك الفراغ الروحي، فاليوم نرى حالة غير طبيعية بانتشار أفكار التطرف بين صفوف الشباب الأردني، إضافة إلى أنتشار آفة المخدرات بشكلٍ كبير وملموس بين الشباب، ولنقس على هذه الظاهره باقي الظواهر .. عنف مجتمعي– ازدياد حالات الانتحار -الأزمات الأخلاقية و … ألخ، والتي أصبحت تنخر بالجسد المجتمعي للمجتمع الأردني وأخصّ فئة الشباب منه ، والفضل بكل ذلك يعود الى سياسة ونهج خاطئ وملتبس ،أوصل الشباب الأردني للحال الذي وصل له اليوم .
ختاماً ،اليوم ،يمكننا القول ،وبناءاً على كل ماتقدم ،أن الشباب الأردني اليوم يعيش بأزمة حقيقية ،باتت تمهد لأنفجار كبير ،والحلول لتفادي هذا الأنفجار ،لن تجدي معها الآبر التخديرية ،ولا الرهان على الوقت ، والخوف كل الخوف ،ان تنفجر الزجاجة الأردنية بما فيها من أزمات متراكمة ،وعندها لن يكون لها عنق ،وسيخرج الكل منها ،فهل وصلت الرسالة ؟؟.
*كاتب وناشط سياسي – الأردن .
hesham.habeshan@yahoo.com