النسخة الكاملة

الفراعنة يكتب : في عسكرة تجمع الأخوان: حتى لا يستفحل الداء فيستحيل الدواء

السبت-2014-08-11 05:04 pm
جفرا نيوز - هناك معلومات حصلت عليها جفرا نيوز من مصادر مطلعة يتعلق بقرار حظر جماعة الاخوان المسلمين قيد البحث جفرا نيوز - نضال الفراعنة القول إن قيادات جماعة الأخوان المسلمين باتت محمية سياسيا وأمنيا بقرار مباشر من جلالة الملك عبدالله الثاني، هو قول واضح لا يحتاج الى كثير جدل، أو عمل بصارين سياسيين لكشف أبعاده. فجلالة الملك قاوم بثمن عالٍ في السياسة والدبلوماسية مخططا إقليميا لمحاصرة الأخوان، وحشرهم في المعتقلات والزنازين، لأن الملك على قناعة سياسية أن النسخة الأردنية من الأخوان مختلفة، فبعض تجاوزات قيادات الأخوان لا تنسحب على سائر كوادر الأخوان، بل أن منهم من انشق رفضا لسياسات وخطط، ومنهم من يفكر بالرحيل من دهاليز الأخوان. والقول إن قيادات محددة في الحركة الإسلامية تختطف "القرار الأعلى" في الجماعة هو هو قول صحيح أيضا، وعلى شرفاء الحركة – وهم كثر- أن يقصوا بالسرعة الممكنة متشددي الحركة – وهم قلة-، أو نصبح مباشرة في مواجهة "القرار الصعب"، فهذا القرار يبدو طلبا شعبيا، ومنطقيا إذا وجد الرأي العام الأردني نفسه في مواجهة استفزازات من جانب الأخوان. وفي الظرف الإقليمي المعقد حول الأردن يسأل شرفاء الوطن، ويُسْأل عقلاء الأخوان عن مبرر المظاهر العسكرية من جانب الأخوان في مسيرة قال منظموها أنها للتعبير عن نصرة قطاع غزة المبتلى بتجار المواقف والمكاسب. ليس صحيحا أن المظاهر العسكرية كانت عفوية، وبالطبع ليست حرية رأي، ولم تأت بحسن نية، فالزي العسكري لبعض المنظمين والكوادر، وإخفاء الوجوه، كان يمكن تفاديه لو أن القصة كانت فعلا قصة نصرة غزة، وليس إيصال رسائل سياسية لسكان الطوابق العليا أن الحركة المحمية من السلطة لديها مخالب للخربشة، وأن الكمون سياسيا وشارعيا في الوقت الحالي يتعلق ب "تكتيك سياسي"، سرعان ما سيتم الإرتداد عنه عند أول منعطف وطني حاد. على عقلاء الأخوان أن يفضوا بالحكمة مظاهر لا لزوم لها مطلقا. وعلى عقلاء الوطن أن يدركوا أن قيادات محددة في الأخوان تعمل لغير صالح البلاد والعباد، وأنه من الأفضل بمكان أن يتم تلافي أي قرار أعلى لا تريده السلطة، ولا يريده الجميع. تجنب قرار يقول بوضوح إننا دفعنا ثمن غالٍ في السياسة والدبلوماسية لحماية الأخوان سياسيا وتنظيميا، بل وغضت الحكومة الأردنية النظر عن تجاوزات "إتصال وتمويل" بنسخ أخوانية محظورة خارج الأردن، مما يعرض الأمن القومي للخطر. هل حانت لحظة الحقيقة، وابلاغ الأخوان أن الغطاء السياسي الممنوح لهم من النظام قبل ستة عقود وأكثر لم يعد موجودا؟!. ما يزال متسعا عند السلطة وقيادات الأخوان لتفادي "لزوم ما لا يلزم".
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير