النسخة الكاملة

ليث شبيلات ... عذرا

الإثنين-2014-08-04
جفرا نيوز - جفرا نيوز - فارس الحباشنة

ليث شبيلات بحث جديد عن أعادة لرسم صورته في الحياة السياسية الاردنية ... في متابعة مواقف الرجل تكتشف حقا أنه حائر ...مرتبك ، وليس صحيح أنه منحاز الى تيار أو معسكر سياسي ما ... مأزق الباحث عن دور ما تحت هذه الشمس الملتهبة .

شبيلات من سلاسة سياسية أنقرضت ، تربى في مدارس سياسية موهوبة وقوية جمعت بين صلابة المواقف والمرونة باحراز الاهداف والمكاسب ، مدرسة لم يبقى منها أحد ممانع اليوم ، الكل دخل الى غرف "الترويض والتعليف " الخلفية والامامية لمراكز السلطة .

حتى شبيلات لم يبقى من مواهبه الا الصراخ ، ظاهرة صوتية أكثر من شيء ثاني ، لاعب ماهر في السياسة شعبوي مثير للجدل ، ولكن موديله صار قديم ، يلعب اليوم بجاذبيته السياسية ، ولكن جاذبية لم يعد لها ذلك البريق واللامعية في صناعة معارضة سياسية صدامية وحادة و أستفزازية ومثيرة للجدل .

هذا ما يجعل أوساط أعلامية و سياسية ، تسأل اليوم ماذا يريد ليث شبيلات ؟ هل يريد أن يعود الى واجهة المعارضة و المناكفة السياسية ؟ وعودة اللعب بالسياسة لتوجيه وتفجير قنابل في وجه "نظام " جسده مهتري وذائب ، جأثم لم يبقى طرفا في البلاد الا غرز اظافره في روحه .

لم يعد ممكن اليوم أحصاء المعارضيين ، الكل معارض ، حتى رجال السلطة ، ما أن يبرحوا من مداليكها حتى تنبح جناحرهم في تقويم سياسات الدولة وترقيع مسار الاخطاء والتعثر والاخفاق في أدارة شؤون الدولة ، والانقلاب على ما هو موروث ، والبحث عن ظلال لادوار في المعارضات ..يقدر موضوعيا أن يتكلف بها صحفي "شاطر " أو سياسي تحت التأسيس .

من الواضح أن ليث شبيلات مازال حتى اليوم مكبل باوهام النجومية والسوبر مان والمعارض الاوحد" الاسطوري " ، في الحقيقة هو حائر لا يعرف كيف يستنئف مسيرته السياسية ، ولا حتى تلك الكاريزما لم تعد قادرة على اللعب وسط هذه الساحة المعقدة اليوم في حروب المحاور الاقليمية الكبرى : قطر ، السعودية وتركيا وأيران التي أمتصت و اجهضت كل مشاريع وأحلام الشعوب العربية .

محاور تتصارع على جثث دول في الاقليم مدمرة وميتة ومتهالكة ، حتى الانظمة فانها تتشابه ما قبل الثورات وما بعدها ، أنظمة الملوك والامراء والجنرالات وجمهوريات الديمقراطية الجديدة كلها متشابه .

فعذرا ، أبو فرحان
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير