النسخة الكاملة

تحالف الاعتدال العربي الجديد.. الأردن بعيدا عن الطاولة

الإثنين-2014-06-23 01:18 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز - لا يوجد أدلة مقنعة على أن الأردن طرف أساسي في محور الاعتدال العربي الجديد، الذي تقوده المملكة العربية السعودية، بالتنسيق مع حكام مصر الجدد رغم أن المؤسسة الدبلوماسية الأردنية توحي بذلك دون بروز قرائن تساند هذا الإنطباع. الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي اعتذر عندما اتصل به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أن تكون موسكو اول محطة يزورها، مشيرا الى انه التزم بان تكون الرياض هي محطته الأولى. وصلت المعلومة للعاهل السعودي الذي يوجد للنقاهة في المغرب، فقرر هو شخصيا خلافا لنصائح الأطباء أن يبدأ بزيارة السيسي. قبل ذلك وفي لقاء للقادة الخليجيين في مجلس الملك عبدالله بن عبد العزيز بالمغرب قدم العاهل السعودي مداخلة شرسة لها دلالاتها عندما دخل عليه ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد للسلام والتحية، فخاطبه الملك السعودي قائلا: مرحبا بك أيها العزيز ابن العزيز. لاحقا خاطب الملك الشيخ محمد قائلا: لقد أنقذتنا فرد الشيخ بتواضع يشير إلى ان قادة الخليج جميعا على خطى خادم الحرمين الشريفين فعلق الملك قائلا: لا.. لقد أنقذت الموقف في مصر، وأقولها أمام الجميع من حولي حتى يعرفوا الحقائق، وعلى جميع المسؤولين السعوديين أن يتبعوا خطاك، وهذا أمر مباشر مني. ..معنى هذا الموقف واضح، فأبو ظبي هي محور الحالة العربية الجديدة وفي بؤرة الحدث بالنسبة لـ «النظام العربي الجديد». ليس سرا بالسياق ان العلاقة بين عمان وأبو ظبي إيجابية، وتبدو كذلك لكنها ليست علاقة تحالفية، بدليل ان الأردن «معزول» تماما دبلوماسيا وفي بعض الأحيان سياسيا عن محاور التنسيق الخليجي السعودي، ولا يعتبر أكثر من طرف حليف خارج سياق الشراكة الحقيقية. يمكن هنا ملاحظة أن كلا من الرياض وأبو ظبي لا تنسقان فعليا أيا من خطواتهما مع عمان عندما يتعلق الأمر بمصر أو بالسيسي.. ثمة دليل على هذا الطرح يتشكل من عدم حصول أي مستجدات على صعيد ملف «الغاز المصري» من جراء التحالف الخليجي مع السيسي، فواردات الغاز المصرية ما زالت متقطعة، ووزارة الطاقة المصرية ترفض تجديد الاتفاقية مع الأردن، وأصدقاء الأردن في الخليج وهم أنفسهم أصدقاء القاهرة لا يتقدمون بأية خطوة في السياق لصالح ضمان الغاز المصري أو غيره للأردن. الأدلة على وجود «تباعد» لا يمكن الاستهانة به بين عمان وغرف الخليج المؤثرة هذه الأيام متعددة فأبو ظبي رفضت بصمت التصويت لصالح الأمير علي بن الحسين واختارت التصويت لصالح مرشح بحراني في انتخابات تنفيذية في اتحاد الكرة الدولي. قبل ذلك يمكن القول إن استمرار وجود «علاقات» مع قطر يضغط بشدة على أعصاب التحالف الأردني مع السعودية والإمارات خصوصا ان المؤسسة الدبلوماسية الأردنية لم تطور بعد قراءة واعية ودقيقة لحجم الاشتباك بين السعودية والإمارات من جهة وبينهما مع قطر من جهة اخرى. لذلك يكشف مصدر خليجي مطلع جدا أن السعودية تتصور بان عمان «لا تهتم» بإظهار جديتها في الابتعاد عن المحور القطري، وهي مسألة يتم طرحها في النقاشات المعمقة الداخلية عندما يتعلق الأمر بتحديد مكان الأردن ضمن نظام الاعتدال العربي الجديد. تتطور في السياق النظرة التي ترجح بان النظام العربي المستجد في المحور السعودي المصري ليس شرطا أنه بحاجة ملحة للأردن، وعليه يقترح سياسي من وزن طاهر المصري أن نتوقف في الأردن عن التصرف على اساس ان «الجميع بحاجة ملحة لنا». تنمو في السياق الخليجي وتحديدا الإماراتي ملاحظات سلبية عن الأداء الإداري والمالي للحكومة الأردنية، وتبقى العلاقة مع قطر هي المحور الأهم الذي يعوق «تقدم» الأردن في الترتيبات التي تطهى على نار هادئة مع مصر، خصوصا أن الإجراءات الأردنية ضد «الاخوان المسلمين» لا تزال برأي المطبخ السعودي «بطيئة»، ولا ترقى إلى مستوى الاستراتيجية الأمنية التي يقودها الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية واللاعب المهم في السعودية. أصدقاء الأردن في معادلة «مجتمع الحكم» السعودي يتراجعون لصالح المجموعة التي ترى بأن عمان لا تقدم ما ينبغي أن تقدمه في إطار التحالف السياسي الجذري مع السعودية، الأمر الذي ينعكس ببرودة واضحة في العلاقة بين الأردن وعهد الجنرال عبد الفتاح السيسي. لهذه الأسباب ولغيرها يرى مراقبون بان الأردن «قد لا يكون» طرفا أساسيا في المحور المعتدل الجديد الذي يتم تأسيسه بالتلازم مع انفتاح أقل مع الأردن لكنه يبقى الطرف الذي لا يمكن الاستغناء عنه خصوصا بحكم موقعه الجيوسياسي. بكل الأحوال لا يتمتع الأردن بالمكانة التي ينبغي أن يتمتع بها على هامش تحضيرات انطلاق النظام العربي الجديد، وما يمكن قوله إن الأردن على الأقل في «موقع متأخر» والأسباب باتت معروفة. هذا المحور وبعد ترتيب الأوراق سيضم البحرين والكويت، وسيتفاهم مع إيران لان السيسي مهتم بملف مصالحة خليجية- إيرانية، ولاحقا قد يتناغم مع تركيا خصوصا إذا تخلصت من قطر كما هو متوقع. ..أين نحن في الأردن من مجمل هذا الترتيب ؟…لا يوجد أدلة مقنعة على أننا «جزء فاعل» حتى الآن على الأقل، ويمكن القول إن الأردن في الغرفة المجاورة ولكن ليس على الطاولة.العرب اليوم
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير