عبدالله الجازي.. وردة الاخلاق الحميدة

جفرا نيوز - كتب: محمود كريشان
نقف على مشارف الهوى في الجنوب الأشم وعند أهداب الروح في مضارب الحويطات الكريمة المسيَّجة بالحزن النبيل على أحد فرسان القبيلة الأردنية الشامخة عندما غيَّب الموت المرحوم الدكتور عبدالله بن هارون الجازي الذي غادرنا نقيا، وفيا، منتميا، وروحه الطاهرة بريئة من كل شيء إلا من محبة الاردن، الذي كان دوما نبضا في قلب الراحل العزيز.
نقف أمام وردة الانتماء الناهضة في مزهرية الوطن، عندما يعتمد القلب على نبضه، لنكون بحضرة الإيقاع الوطني، بكامل هيبته، وبكل ما في الكلمة من شمائل رفيعة..
الدكتور عبدالله الجازي، الذي ولد العام 1954 وقد شغل منصب وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء عامي 1994 و1995 ، كما كان النائب الأول لرئيس مجلس النواب في الدورة الثانية من عمر البرلمان الخامس عشر، وعضوا بارزا في حزب التيار الوطني، وكان خلال رحلته متزينا دوما بمكارم الأخلاق وسجايا الكرام التي تربى عليها في كنف والده المجاهد العظيم الشيخ هارون الجازي.
الفقيد عبدالله الجازي الذي كان خلال مسيرته المشرقة بالإنجاز، منارة عطاء وقامة انتماء وبصمة ضياء تشرق في كافة مواقع العمل ، فكان الطيب الضالع في الكياسة وحسن المعشر، الحافظ للعهد، متسلحا بموفور الدماثة، وكل الاحترام، امتثالا لما تربى عليه في مضارب الشيوخ والشموخ الحويطات القبيلة الأصيلة.. لذلك كان ولا يزال المترفع بكبرياء جميل، عن خواصر الصغار وقليلي الانتماء، ومروجي الفتن، ومثيري الضغائن.. فهو لم يكن سمسارا ولا مستغلا ، لأنه الأردني الأبي، بكل ما في هذه المفردة من عمق ودلالة ورمزية تخشع لها القلوب.
عبدالله الجازي.. وردة الاخلاق الحميدة، وأعلى درجات النزاهة والأمانة، والروح الوطنية الوثابة، بطهر الرسالة، وصواب الرؤية، وبصمة الانجاز، وسجل ناصع يعمره، النقاء والصدق والوفاء، وحقائق خالدة.
ولن ننسى كيف خرجت من الجنوب كواكب المجاهدين بقيادة والده الشيخ المناضل هارون الجازي «الزعيم والمضياف»، للقتال في فلسطين، لأن الرجل كان شيخاً كبيراً بين أهله وعشيرته، وصاحب مشورة في مجتمعه ومحيطه العشائري والقبلي، وصاحب الحضور المتميز بين أقرانه، نجد ديوانه ومضافته تعج بكبار القوم فهما بيت ضيافة وخبرة وحكم، تفوح رائحة القهوة العربية من نوافذ المضافة أو من شقوق بيت الشعر، المخصص لاستقبال الزوار وضيوف الرحمن.
رحم الله فقيد الوطن الدكتور عبدالله بن هارون الجازي رحمة واسعة بقدر نواياه البيضاء وقدر محبة الناس له.
kreshan35@yahoo.com