النسخة الكاملة

محمد الخشمان ... أنه رأس المال الوطني

الثلاثاء-2014-05-19
جفرا نيوز - جفرا نيوز - فارس الحباشنة

ثمة أزمة جدية لابد من الاعتراف بها عن الحديث عن الراسمال الوطني ، و لربما أن للازمة وجهان : الاول أن هناك نخبة راسمالية لا تقيم وزنا لمعطى المسؤولية الوطنية ، وانها لا تفرز بسلوكها الا أصطداما متحالفا مع لوبيات المال الكبرى ، وليس في همها الا سحق الشرائح المتوسطة والصغيرة .
أما الثانية : فلا يقل شأنها عن الاولى ، ولكنها تمتاز أن حركتها غير مستقرة "محليا " عابرة للاوطان ، وغالبا ما تكون تتعامل بحساسية فائقة مع البئية الاقتصادية والاجتماعية المحلية ، تظهر دائما تحالفها مع طبقة السلطة وتستمد نفوذ نشاطها الاقتصادي العملاق مع تحالفات "البزنس" والسلطة .. ومثالها في الاردن نمى خلال العقود الماضية بشكل أخطبوطي وتوسعي .
في الاردن ، ظهرت مراكز لرأسمال وطني نمت وتطورت خارج الوجهين المذكورين للازمة ، رأسمال وطني مسؤول باني ونامي ، ورٍاسمال تنموي وأنتاجي ، رافد للدولة والمجتمع في مواجهة أشد المنح والعقبات والصعاب ، أن رأسمال بالمعنى الوظيفي للمسؤولية الوطنية والاجتماعية ، بقدر يوازي عمل ونشاط حشود من مؤسسات رسمية وأهلية ، تصنع خطابات وهمية لمواجهة الفقر والبطالة وصناعة التنمية .
وأذا شئنا الدقة ، فان هذا الشكل والنمط من الرأسمال الوطني ، حمى الاردن في أشد المحن ، عندما أفرط السابقون في تهريب أموالهم من بنوك الاردن ، واستقلوا طائرات خاصة هاربين الى سويسرا ولندن وباريس وواشنطن محملين في "شنط " الجبن والخسة والساذجة و لنذالة ملايين الدولارت ، وهي حركة لها أكثر من مثال في تاريخ أزمات الاردن .
في نموذج الرأسمال الوطني الحر والرشيد والقويم ، فانا أتحدث بصراحة ومباشرة عن رجل الاعمال محمد الخشمان والاردنية للطيران ، نموذج يختزل باختصار كل أصطلاحات وتعريفات الرأسمال الوطني المسؤول ، والمتربط بالدولة والمجتمع لا بعلاقات الربح والخسارة ، أنما الحماية والبناء والتنمية والتطوير .
في تدقيق بسيط في تاريخ هذا الرأسمال ، فانه واجه اهتزازات كبرى ، وواجه مؤامرات لتصفيته كونه أصطدم بنزاهته و شفافيته واتساع نموه الوطني المسؤول بقوى طفيلية ، اعتادت على مص الدماء ، وأعتادت أكثر العيش على فواتير " الكوميشن " و"السمسرة " ، لكنه صمد ، وهم سقطوا وتعروا و أنهاروا .
رأسمال لا يتعامل مع الدولة بمنطق الخصم ، ولا أستغلال الفرص ، رصيده في خدمة المجتمع والتنمية وتشغيل الاردنيين ، وبناء صرح طيران أردني منافس محليا وأقليميا ، في وقت أهتزت به عروش شركات طيران عمرها أكثر من نصف قرن ، تكاد أن تعلن اليوم أفلاسها وتختفي من عالم الطيران .
من يعمل في الاردنية للطيران .. أردنيون شباب ماهرة في علوم الطيران وفنونه وخدماته ، طيارون مهرة من متقاعدي سلاح الجو ، ومهندسون وفنيون خبراتهم ومؤلاتهم في عالم الطيران ، لا تقارن ولا تقاس بثمن على الاطلاق .. راسمال بشري متحرك النمو ، احتضنته الاردنية للطيران ، وتباهي به أعتى شركات الطيران في منطقة الشرق الاوسط و العالم .
في هذه اللحظة على الدولة التنبة لحماية هذا الشكل والنمط من الرأسمال الوطني ، أنه جزء حي ومتفاعل من الكينونية الاردنية الصلبة التي تقاوم الاهمال والعبث والاقصاء والتغييب ، دعونا نقول بصراحة أن هذا الرأسمال الوطني الذي نريد أن يحيى ويعمر في أقتصادنا .
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير