النسخة الكاملة

سعد هايل السرور ضياع سياسي.. و (مبادرة) لا ترفع

الخميس-2014-03-25 09:30 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز- خاص لم يعد سرا لا داخل مجلس النواب الأردني ولا خارجه أن رئيس البرلمان السابق المهندس سعد هايل السرور لم يعد فعليا المهندس سعد هايل السرور قبل سنوات. صحيح أنه لم يكن مؤثرا في الميزان السياسي لا الآن ولا سابقا، إلا أنه كان صاحب شخصية تتسم بالهدوء والإتزان في الفعل والقول، وهو ما بات ينزفه السرور بشدة في الأشهر والأيام الأخيرة، إذ تصفه أوساطه المقربة من أنه يعاني حاليا من حال عدم تركيز سياسية، أقرب الى الضياع في الموقف السياسي، وهي حالة مرشحة للإستمرار بتفاقم، خصوصا وأن السرور – كما تقول إنطباعات وتحليلات- لم يستفق بعد من خسارته لمقعد الرئاسة، إذ كان يظن بأنه، ونتيجة لتحالف سياسي ما باقٍ في سدة الرئاسة، وسط وعودات منه لأوساط مقربة بأنه سيرتقي من رئاسة البرلمان الى رئاسة أخرى في إشارة ضمنية الى رئاسة الحكومة خلفا لحليفه السابق رئيس الحكومة الحالي الدكتور عبدالله النسور. أوساط عارفة ومُواكِبة لمسيرة المهندس السرور السياسية تقول علنا أن الرجل متأثر جدا من صدمة إنزاله عن كرسي الرئاسة، وهي صدمة يقول في مجلسه الخاص أنه لم يتوقعها لأن المعطيات التي دخل بها جلسة الحسم كانت لصالحه، وهو ما دفعه في الأيام الأخيرة الى بدء ما يشبه حملة لتصفية الحساب من جانبه مع زملاء له في البرلمان، يعتقد السرور أنهم أطاحوا به حينما لم يصوتوا له لترؤس البرلمان مجددا، إذ بات سلوك السرور إنفعاليا أكثر مما ينبغي، وقد اشتكى عدة نواب للرئاسة من مداخلاته الخشنة، وردوده العنيفة خصوصا ضد نواب يرى السرور أنهم أنزلوه عن سدة الرئاسة. بعد الرئاسة حاول المهندس السرور التشبث بخشبة (المبادرة) النيابية، وهي كتلة أطلق النائب مصطفى الحمارنة بالون إختبارها السياسي، إذ ظن السرور أنه بحشر نفسه فيها ستُشكّل له رافعة سياسية، وزعامة برلمانية، لكن (المبادرة) ماتت مع دخول السرور على خطها، إذ لم تكن لا خشبة يسبح فوقها ضد التيارات، ولا رافعة ترفعه فتبدو له مرتفعة مثل منصة الرئاسة التي فقدها بحسابات لا يزال السرور يعكف على إعادة طرحها وجمعها وقسمتها وضربها. مسيرة المهندس السرور السياسية والبرلمانية مضطربة، وفي بعض الأحيان دخل الى حلقة الشبهات خصوصا في قضية الموافقة على السماح لشخصية إقتصادية كانت في السجن بالخروج للعلاج، وإذا برجل الأعمال خالد شاهين يظهر بعد أسابيع قليلة سائحا ومتنزها في أرقى المطاعم ومراكز التسوق اللندنية، وهو أمر كلف الدولة سياسيا الكثير الكثير، إذ لا يزال موقف المهندس السرور غامضا وغائما، دون أن يتطوع لأن يقول للرأي العام الأردني كيف خرج خالد شاهين من السجن، والأهم كيف غادر البلاد الى الخارج وهو سجين رسمي في السجون الأردنية. على المهندس أبو هايل أن يعيد تموضع مواقفه السياسية، وأن يضبط سلوكه سياسيا داخل البرلمان وخارجه، ففي كل الديمقراطيات العالمية الراقية والعريقة ينزل النائب عن سدة الرئاسة ليمارس دوره الأساس في الرقابة والتشريع من مقاعد النواب. وفي الديمقراطيات ذاتها يخسر الرئيس الإنتخابات، وقد يفوز بها مجددا، لكنهم لا يلجأون لتصفية الحسابات ولا الى الصراخ والإنفعال في وجه الزملاء. المهندس أبو هايل لقد أثبتت نظرية "إما هالمركب أو ما بركب" السياسية أنها قاصرة ومكلفة جدا، وفوق كل ذلك عناد ترفضه المصلحة الوطنية العليا.
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير