الحكيم الأردني 9: الى ناهض حتر بهدوووء: الداية ليست أحن من الإمايه
الثلاثاء-2014-03-09 01:25 am

جفرا نيوز -
جفرا نيوز- خاص
في علم الصواريخ تجده يحسم الأمر بأن الصاروخ الفلاني فيه 333 برغي. وفي علم تشريح الحيوانات وتحديدا (الحربايه) تجده فقيها وعالما. وفي موضوع (الطبخ الشامي) تجده شيفا إستثنائيا. من الصعب أن تطرح قضية للنقاش وأن لا ينبري الكاتب والمحلل السياسي ناهض حتر للتحليل والشرح والإستفاضة. فقط في السنوات العشرة الأخيرة أقام ناهض حتر عشرات الحركات السياسية والتجمعات. وفي مشمشية الحراكات أقام وأدار وترأس عدة حراكات ظلت كلها مع الحركات والتجمعات خامدة هامشية بلا أي حاضنة أو إلتفاف شعبي.
مع ذلك وفوقه يصعب الطعن بوطنية ناهض الذي انتبه الى أن فكرة التسمية بالحركات والكتل والتجمعات والحراكات أصبحت أصغر من مقاسه بكثير، فلم يتردد بتسمية أحدث منتجاته السياسية ب"المجلس"، ولم يعد قانعا بالإطار المحلي، فصار المجلس للسياسات الخارجية، ومعنى هذا القول أن على باراك أوباما وتشاك هيغل وجون كيري أن يهرولوا الى المطار ما إن تحط في أحد المطارات الأميركية طائرة مجلس السياسات الخارجية التي تقل ناهض حتر لبحث السياسة الخارجية لأميركا.
ناهض صاحب وطنية أردنية لا تُفارقه لكن لا أحد يعرف لماذا لم يسأل الرئيس السوري بشار الأسد عن الظروف والكيفية التي قتل بها نحو 150 ألف سوري، وجرى خلالها تشريد أكثر من 10 مليون آخرين. كنا نأمل من ناهض أن ينتقد في حضرة الرئيس السوري رامي مخلوف الذي غسل منذ عام 2000 نحو 350 مليار دولار أميركي قذرة. كان على ناهض أن يسأل الأسد عن سر إقتلاع حنجرة مواطن سوري إسمه إبراهيم القاشوش الذي غنى للحرية والكرامة، فأصبح جزءا من المؤامرة الكونية على سوريا.
كان على ناهض وهو إنسان طيب أن يشرح للرئيس الأسد كيف (مالح) جلالة الملك عبدالله الثاني على مائدة شخصية سياسية أردنية، ومارس أمامه كل فنون النقد السياسي للنظام والسلطات، وظلت حنجرة ناهض في مكانها بعد هذه المائدة.
يعلم ناهض حتر الذي أظهرته الصورة قزما ومنحنيا أمام الأسد أنه لو فتح فمه بكلمة واحدة غير الكلمات التي جرى تلقينه إياها من عريف في المخابرات السورية في لوبي شيراتون دمشق، لأعطى الرئيس الأسد إيماءة عدم راحة بإتجاه الجنرال علي مملوك، ولكنا الآن في عمّان نترحم على ناهض حتر ومجلسه، ومن يدري لربما بتنا وقتها نطالب بحنجرة ناهض حتر.
يصل ناهض حتر للأردن فيعطيه كل الأمان. ويسمح له الأردن بقول ما يشاء دون أن يتحسس حنجرته، بل ويسمح له بحرية العمل والقول والفعل، والأهم تأليف المجالس السياسية غير الدستورية، لكن ناهض ذاته أول ما يصل الى بيروت أو دمشق حتى يتكفل رجال حزب الله، ومخابرات علي مملوك بتحديد ما يلزم وما لا يلزم من قول أو فعل، وإلا ضاعت (المصلحة).
قديما قالوا في الأمثال: الداية ليست أحن من الإمايه (الأم). وقالوا أيضا الثكلى ليست كالنائحة المستأجرة.

