الحكيم الأردني 7: نحو دينار شهريا من مواطن شريف لمواطن سجين
الثلاثاء-2014-02-22 01:10 am

جفرا نيوز -
جفرا نيوز- خاص
لا يمكن التوجه لأصحاب المليارات المكدسة في بنوك أردنية وخارجية في أي نداء إنساني. هو نداء يوجه للشرفاء فقط من أبناء هذا الوطن – وما أكثرهم-. هي دعوة صريحة وصادقة لتبني حملة وطنية لصالح فئة من الأردنيين لا ينتبه إليها أحد. هذه الفئة المنسية تكالبت عليها أزمات مالية فاضطرت لأن تقترض أو تستدين وعجزت عن السداد، فلم يكن أمامها سوى طريق السجن لسنوات وسنوات، تاركين خلفهم آباء وأمهات بلا معيل، وزوجات وأبناء وبنات لا يجدون من يعيلهم، وهنا لابد من تبني فكرة وطنية عامة بفتح صندوق وطني لا دخل للحكومة أو الجهات الرسمية فيه، وتثبيت وشكيل عضوية إدارة الصندوق من الشخصيات الشعبية المحترمة لإدارته، على أن يتطوع الشرفاء – وما أكثرهم- بدفع دينار واحد شهريا للصندوق.
تختص أموال الصندوق في إغاثة المكروبين بسجن لعجزهم عن السداد. هناك شرفاء وأبرياء في السجون تقل قيمة مطالباتهم عن بضعة آلاف من الدنانير، ويتركون خلفهم أبرياء وعجائز لا تملك أي شيئ. ليكن الصندوق عونا للهفة هؤلاء من التأكيد أن الصندوق لا ينظر في أي طلب يقدم إليه من أصحاب سوابق في النصب والإحتيال، أو من صدرت بحقه قيود أمنية وقضائية، بل يخصص لمن تقطعت بهم السبل، وعجز عن السداد، فيتكفل شرفاء الوطن بمحنته، فالزمن دوّار ولا يستطيع أي إنسان أن يقول أنه هو شخصيا أو أيا من أقاربه قد لا يكون عرضة لهذا النوع من المكروه.
لا نستطيع القول لقاضٍ عادل إحكم ببراءة المتهم. ولا نستطيع أن نقول لصاحب الحق المدعي تخل عن حقوقك والله يعوضك. ولا نستطيع أن ندافع عن متهم هو اول من يقر بأنه أخطأ ويطلب الفرصة.
وحتى تكون الفكرة بالأرقام فإن المواطن الشريف يتكفل سنويا في هذا الصندوق 12 دينارا فقط، لكن لنفترض أن مليون أردني فزعوا لهذا الصندوق فنحو أمام 12 مليون دينار توضع في الصندوق سنويا، وهو مبلغ ضخم، ويستطيع أن يمسح دموع أرامل وأيتام أحياء في السجون.
ملياردير فاسد سرق المال العام لا يستطيع دفع دينار واحد. بينما مواطن شريف يستطيع أن يدفع 12 دينار مقسطة على 12 شهرا لنجدة وفك كربة مساجين شرفاء. دعونا نبادر.

