الحكيم الأردني 4: كيف يمكن للشعب الأردني تخفيض أسعار الكهرباء؟
الثلاثاء-2014-02-08 01:18 am

جفرا نيوز -
جفرا نيوز- خاص
في الإنطباعات العامة ثمة من يزعم أن الدولة ترفع أسعار الكهرباء لتربح شركة الكهرباء أكثر. وثمة من يزعم أيضا داخل الدولة والحكومة أن العبء الأكبر من الموازنة العامة يذهب لتسديد فاتورة الطاقة، أي أن إرتفاع فاتورة الطاقة مرده الى أن المواطن الأردني بات يصرف أكثر من حاجته، ولا يعتمد مبدأ الترشيد. للأمانه كل هذه الإنطباعات صحيحة، وعلمية أيضا، لكن ما هو الحل ما بين إتهام للدولة بأنها تجني ملايين أكثر، وما بين تبرير وجيه يقول أن المواطن أصبح ترفيا في تبذير الكهرباء، وبالتالي يحمل نفسه والدولة أيضا مصاريف إضافية.
الحل سهل وموجود لكن يحتاج الى عزيمة شعبية للتطبيق الفعلي والفوري. الحل هو أن نبادر يوميا الى ممارسة تقنين ذاتي للكهرباء، عبر فصلها تطوعيا عن المنزل، والعيش كل يوم لمدة خمس ساعات بلا كهرباء نهائيا، وإستغلال فترة النهار لهذا الفعل الإحتجاجي السلمي والراقي ضد تجار الطاقة في الدولة، إذ قد يسأل سائل ما الفائدة من هذا التوجه، وهنا يمكن القول أنه ليس سرا أبدا أن هذا الفعل الإحتجاجي السلمي والراقي سوف يقود الى ثلاثة فوائد:
1.إن إطفاء الكهرباء إطفاءا تاما خمس ساعات يوميا يعني أننا قمنا ذاتيا بتوفير 150 ساعة في الشهر الواحد من قيمة الفاتورة الشهرية، وهو أمر يمكن أن يعيد قيمة الإستهلاك الى ما دون عدد الكيلو|وات التي تشكل سقفا لمضاعفة ثمن الكيلو|وات الواحد بعد سقف معين.
2.أن شمول جميع منازل الأردنيين بهذا التوجه السلمي والإحتجاجي من شأنه أن يعني مباشرة خفضا صارما لفاتورة الطاقة الأردنية، فإذا افترضنا أن نحو مليوني منزل يقننون فواتريهم ذاتيا ب150 ساعة كهرباء للبيت الواحد في الشهر الواحد، فينبغي أن يكون الفرق قد أصبح في خزينة الدولة، إذ من غير المعقول أن تدفع الدولة ثمن كهرباء لا يستخدمه المواطن.
3.إذا كانت شركة الكهرباء تستغل جيوب المواطنين فعلا، وتحقق أرباحا مليونية أعلى من نسبة الإستهلاك العادية، فإنها إن طبقنا خطتنا الإحتجاجية الراقية سوف تتراجع أرباحها، وأن ذلك سيظهر في ميزانيتها النهائية على شكل خسائر غير مطفأة، إذن قد لا يستعبد أبدا أن تلجأ شركة الكهرباء إذا نجحت خطتنا في خفض الأسعار، بل ويمكن أن ترسل مناشدات للأردنيين بالعودة الى إستهلاكهم الطبيعي.
إن الدولة ماضية نحو رفع أسعار الكهرباء كليا. فماذا أنتم فاعلون؟ هل سيكون إحتجاجنا التكسير والتحطيم والتجمع على الدوارات، وتعطيل مصالح الناس، ثم القبول بالأمر الواقع؟
أم أننا يمكن أن ندفع تجار الطاقة بوسائل سلمية لتلحق بنا، بدلا من نلحق بها.
بقي سؤال محير: لماذا تهدد الدولة منذ سنوات بالتقنين القسري ولا تفعل؟
دعونا نقنن أرباحها نحن.. وسترون الفرق.

