النسخة الكاملة

سلطان الحطاب والقصة الغامضة لثدي الدولة

الأربعاء-2014-02-03 11:45 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز- خاص منذ نحو عقدين وأكثر أعطيت مساحات خاصة وبقرارات غامضة لصحافي أردني شاب اسمه سلطان الحطاب داخل منابر ومؤسسات إعلامية، بل أن عمود الحطاب لم يكن يغيب عن القراء الأردنيين إلا ثاني وثالث أيام الأعياد الإسلامية، حينما تحتجب صحيفة (الرأي) عن الطباعة، إذ تغذى الحطاب بشكل دائم من ثدي الدولة الأردنية الذي رضعه بنهم شديد، وقد تفوق الحطاب بشراهة الرضاعة مع بضعة صحافيين آخرين أدمنوا ثدي الدولة مثله، دون أن تنتبه الدولة الى سن الفطام الطبيعي.
لقد أسهم ثدي الدولة في توفير الرعاية الإصطناعية للزميل الحطاب، فجرى تعيينه بعقود مرتفعة ماليا كاتبا في الرأي، وفتح له التلفزيون الأردني ليقدم فيه البرامج السياسية، ويعدها، وظل مفتوحا له ليظهر في 99% من برامج التلفزيون الأردني، وانهالت على المطبوعات الورقية التي أسسها وأدارها إعلانات تجارية دسمة عن طريق (الألو)، وكان إسمه يجري حشره في قائمة المدعوين للقاءات سياسية من سكان الطوابق السياسية العليا.
لا يمكن لإبن النعمة إلا أن يقول عن كل الخيرات التي وفرها حليب الدولة للحطاب إلا (صحتين وهنا)، لكن أن تضطر الدولة لإبعاد شفاه الحطاب عن ثديها فيقيم الحطاب الدنيا ولا تقعدها، فهنا نريد أن نقول كلاما موزونا ومختصرا، ولا يضر إن كان موجعا.
ان الحطاب من حقه أن يطل في أي منبر إعلامي يختاره ليقول كلاما بالسياسة عن أي واقعة إضطهاد وظيفية حصلت له، وليدلل على ذلك بالبراهين والحجج، لكن ليس من حقه أبدا أن يستغل مجالس خاصة، وأمسيات عمّانية ليصف رئيس الحكومة عبدالله النسور، وبضعة مسؤولين أردنيين، بأبشع الأوصاف والألفاظ والإتهامات لمجرد أن إدارة جريدة الرأي في عهد النسور قد قامت بعملية إعادة تنظيم داخلية، وواضحة.
لقد تجاوز الحطاب كل الأعراف والتقاليد في أن يجعل من قضية إنهاء عقده في جريدة الرأي أم القضايا، والطريف هو هرولته رغم الحرد والهجوم الضاري الى تسوية وضعه المالي بأخذ الحقوق المالية لمدة العقد كاملة، وهو أمر يستوجب نصيحة الحطاب بالتهدئة، والإقتناع ان 30 عاما من الرضاعة من ثدي الدولة، وبلا فطام يكفي، وعليه أن يلتفت ويسمع الى من يقول له: ان هذا الثدي لو دام لغيرك لما "شفطت" منه.
..هي دعوة لإرتضاء سن الفطام والتعايش معه.. للحطاب ولغيره أيضا.
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير