الحكيم الاردني 2: جرّبنا أميركا 50 عاما.. لماذا لا نُجرّب إيران عاما واحدا؟

جفرا نيوز - جفرا نيوز - خاص كتب الحكيم الاردني  كنا في موقع "جفرا نيوز" أول وسيلة إعلام أردنية ودولية تتحدث عن زيارة ورسالة إيرانية ما بين الترغيب والترهيب سيأتي بها الى العاصمة عمّان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إذ شرحنا في التقرير إستنادا الى مصادر عليمة جدا، وبلغة واضحة وضوح الشمس أن الترهيب هو عدم تحييد الأردن عن أي أخطار أو إنتقامات من جانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد في حال سهّل الأردن العدوان عليه، وأما الترغيب فهو إغراق الأردن بالعسل الإيراني إن ابتعد نهائيا عن المستنقع السوري.
اليوم وقبل الجميع نقول أنه بعد تحالف سياسي وإقتصادي مع الولايات المتحدة الأميركية لأكثر من 50 عاما فإن إقتصادنا لا يزال ضعيف جدا، وأن كل الوعود السياسية الأميركية في الأزمات وإمتطاء دور سياسي للأردن في هذه الأزمات ذهبت سدى، وأن الأردن كان يمكن أن يكون أفضل بكثير لو أنه لم يربط مصيره بأميركا التي لم تتردد في مفاصل معينة من إجبار دول عربية ثرية على قطع مساعداتها المالية للأردن، لتركيع الإرادة السياسية الأردنية إزاء قرارات من العيار السياسي الثقيل، إذ لا يستطيع أي أردني القول أن إرتباطنا بأميركا جعلنا أفضل حالا، بل أن العكس تماما هو الصحيح.
اليوم الأردن إزاء عرض إيراني متكامل – كما تقول المعلومات- يشمل إمدادا بحاجاته من النفط والغاز بأسعار تقل كثيرا عن سعر السوق، بل أن الأردن مطلوب منه أمر واحد فقط هو إقفال حدوده إقفالا صحيحا أمام تهريب الأسلحة وسيناريوهات المناطق العازلة، والتدخل عسكريا في سوريا، وهو أمر لا ممانعة أردنية فيه لولا الضغوطات الأميركية.
حاصل القول اليوم هو أننا جربنا عبثا ومساومة أميركية على شكل تحالف سياسي أكثر من 50 عاما، فلماذا لا نُجرب التعاطي سياسيا مع إيران لمدة عام واحد، نجلس بعده لنقيم هذا التحالف عما إذا كان مفيدا أو ضارا.
لا أحد يحرف مسار هذا النقاش بإتجاه أن إيران دولة طامعة وتريد السيطرة والهيمنة، فهذا صحيح ومفهوم سياسيا، لكن أميركا ليست صاحبة الشرف الرفيع.
.. أليس كذلك؟