عمر داودية يكتب : الـخـال نـضال الفراعنة

جفرا نيوز - جفرا نيوز - عمر داودية في سرير وثير الآن .. بقربي "اللاب توب" وفنجان تركي –وسط- ساخن، ومحاطاً بفضوى عارمة من الأوراق والكتب يتخللها أحيانا قمصان ملقاة هنا أو هناك، أنظر الى الخزانة المفتوحة قليلاً حيث تبدو البدلة الرصاصية الرائعة التي أهديتني إياها. سألبسها غداً أو...ربما غيرها...لا أعرف... فالخيارات كثيرة ! بينما لا تملك أنت - يا عزيزي - إلا لوناً واحداً ولبسة واحدة هي "الزرقاء". و رغم انك كنت من متابعي الفيصلي بشغف فأنا أدرك أن اللون الأزرق بات مملاً الآن...خاصة بعد مضي ثلاثة أشهر في السجن.

الأوضاع كما هي يا خال...لم يتغير الشيئ الكثير ! هناك أناس باتت حياتهم أسهل بغيابك بلا شك، وفئة أخرى "تكركبت" حياتهم مثلي، و أناس – يا خال- توقفت بهم عجلة الزمان بانتظار خروجك. و لكن الثابت و المعروف أن مبيعات المعسل في عمان شهدت تراجعاً كبيراً في الآونة الأخيرة بعدما توقفت جلساتك اليومية وأصدقاؤك في مقهى "كوكونت" و لذلك لا تتفآجأ إن علمت ان بعضاُ من موظفيها خرج في اعتصامات المطالبة بالإفراج عنك.

من جهة أخرى...فلابد أن تعرف –وهذا لن يسرك ربما- أن سيارتك ..."الهوندا سيفيك سيلفر" تحت رعايتي مؤقتاً، لكن ما سيزعجك في الموضوع أن أخي حسن "يشوط عليها" بين الفينة والأخرى...والخدوش حتى الآن مقبولة، و لا أضمن حجم الضرر لآحقاً.

أما العائلة...فقد توقفت تلك الجمعات و "اللمات" الرائعه منذ غيابك ! وكأنك كنت حلقة الوصل دائماً...لا ينتهي حديث او مكالمه هاتفية دون ذكرك ...الجميع يسأل عنك... "في أخبار عن نضال؟!" ...أنت صاحب الروح المرحة والإبتسامة البشوشة الكريم مع أبناء أخواتك...الكريم جداً. الجميع يشعر بالتقصير بشكل او بآخر...و لربما هذا ما دفعني –لأكون صادقاً- الى كتابة المقال الذي اتمنى ان يصلك و لو في ظروف محبطة -لديك و لدينا-...لا تشجع على القراءة.

طالت الفترة يا خال...وللتهوين عليك، فالسجين لا يختلف كثيراً عن صديقه الحر في الخارج، كلاهما ينتظر وكلاهما يترقب فجر الإفراج، رغم أنك تتمنى الآن لو كنت الحر الذي ينتظر في الخارج لا النائم في عنبر مزدحم...بعيداً عن أم زين، وزين و جود...و غزل – الحديثة الولادة- والتي لم تألف أبيها و لم تستأنس بعطفه وحنانه بعد.

لن أتحدث عن تفاصيل الإعتقال ولا وجهات النظر القانونية فيه، لسببين: أن الجميع كتب أو أشار أو تحدث فيها، و السبب الآخر ان فكرة الإقامة في سجن الهاشمية لثلاثة أشهر لا تروق لي وهي ليست احدى أولوياتي في الفترة الحالية رغم أني مشتاق جداً لأحاديثنا ورفقتك الرائعة، إنما أود الإشارة الى أن خلفية الإعتقال و الفترة الطويلة مقارنة بالتهمة يدلل على أننا اتخذنا خطوات كبيرة الى الوراء يجب التوقف عندها ومراجعة المسؤولين عنها.

الخال نضال، الجميع يهديك السلام ...وفي النهاية أقول لك - كما غنت ماجدة الرومي- :
"ما حدا بعبي مطرحك" !!

دم سالماً ...