النسخة الكاملة

وصول السلفيين للمؤسسة العسكرية.. بداية "النزف" ورقص على حافة الهاوية

الثلاثاء-2013-07-01 07:25 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز- إبراهيم قبيلات أعاد خبر التحاق أحد ضباط سلاح الجو الملكي الأردني في صفوف المعارضة السورية عبر الاراضي التركية أزمة سوريا من جديد، وفرضها على قلوب الأردنيين رغم انشغالهم منذ أيام بميداني التحرير ورابعة العدوية في مصر. صحيح أن هناك انقساما في الرأي حول ما يحدث في مصر وسوريا، يؤكده اكتظاظ صفحات التواصل الاجتماعي بالآراء والاصطفافات، لكن تداعيات ذهاب طيار أردني إلى سوريا تركت أكثر من تساؤل في الشارع الأردني؟ وبات غارقاً في تفاصيل جديدة تكرّس سوريا على طاولة المتخاصمين. لا يهتم الستيني، أبو خالد بتفاصيل ما نشرته وسائل الإعلام حول دخول الضابط الأراضي السورية وانحيازه للثوار أو لجبهة النصرة، ما يعنيه أكثر "أن ضابطاً أردنياً أنشق". الانشقاق في ذاكرة الرعيل الأول ممن بنوا البلد يعني بداية "النزف"، والرقص على حافة الهاوية. بالنسبة لأبي خالد ومجايليه فإنهم لم يتخيلوا حتى في أسوأ كوابيسهم أن يستيقظوا على خبر يصفعهم، ويهيئهم إلى قادم صعب..ما يعني أبا خالد والأردنيين أن تبقى مؤسستهم العسكرية عصية ومتماسكة؛ ليستظل بها الجميع. قلق وتنبؤات يتفهمها أحد ضباط سلاح الجو-طلب عدم ذكر اسمه- لكنه يرى أن "المسألة مرتبطة بطريقة تعامل المؤسسة العسكرية مع منتسبيها". هل يقصد الضابط أن المؤسسة العسكرية هي وراء خروج أحد ضباطها والتحاقه بالمعارضة السورية؟. يجيب: طبيعة حياة العسكري أو الضابط والتي تتقاطع في تفاصيلها مع المدنيين، حيث يستطيع أن يمارس حياته بحرية، ولكن ضمن ضوابط تحددها المؤسسة العسكرية منذ بداية انتسابه العسكري، وتؤكد عليها لاحقاً بحزمة من المحاضرات التوعوية؛ هي من أسس لانتقال الضابط إلى سوريا. ببساطة يقول : لا أحد يمنع عسكريا من ارتياد الجامع أو الالتقاء بأقاربه، فله حرية الخيار في المعتقد وكذلك في تفاصيل حياته الاجتماعية. إن كان ما تحدث به الضابط يعكس الرؤية الحقيقية لما حدث، فهذا يعني أننا في بداية الطريق!. الأردنيون يكادون أن يجمعوا أن المؤسسة العسكرية هي حصنهم المنيع، وبيتهم الدافئ، وهي الوحيدة المنضبطة، وفيها يقرأون خطاب الدولة بوضوح..وهي الأسباب ذاتها التي تجعلهم يطرحون الأسئلة ولا ينتظرون سماع الإجابات. لا شك أن ذهاب أحد الضباط إلى سوريا وبهذه البساطة، يكشف عن خيوط سلفية مستفيدة من اصطفافه وخبرته حسب ما صرح به أحد قياديي التيار السلفي ليومية السبيل، والذي أكد صحة الأنباء حول التحاق أحد الضباط بجبهة النصرة بالتنسيق مع أقارب له يقاتلون هناك. بالنسبة لرئيس اللجنة الوطنية للمتقاعدين العسكريين، العميد المتقاعد د.علي الحباشنة، فإنه يقرأ ما حدث بأنه "اختراق للقوات المسلحة". وزاد الحباشنة : أن تصل التيارات السلفية الى المؤسسة العسكرية، فهذا اختراق أمني كبير ولا نعرف أن كان هناك اختراقات اخرى أم لا. لكن الحباشنة الذي خدم بالقوات المسلحة قرابة ثلاثة عقود، يقدم تفسيراً لحادثة الانشقاق تلك، بقوله : "وجود القوات الامريكية على الارض الأردنية بحجة الدفاع عنها، هي إهانة شعر بها الجميع سواء كانوا مدنيين أم عسكريين، لكنها أثرت على ثقة العسكريين بأنفسهم". سواء كانت القوات الأميركية أو الاستراتيجية العسكرية في التعامل مع الأفراد والضباط وراء حادثة الفرار.. اليوم هناك ضابط قرر الالتحاق بالمجاهدين في سوريا.. ماذا ستفعل الدولة إزاء ذلك؟.
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير