مبادرة الطراونة : كرة الثلج
الإثنين-2013-05-20 01:20 pm

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم :حماده فراعنه
لأنه شخصية محترمة ، تم إنتخابه نائباً عن دائرته المحلية ، ولانه كذلك فاز نائباً لرئيس مجلس النواب السابق ، ولهذا وذاك ، ولتجاوبه مع معطيات التطور والأصلاح والتقدم ، شكل قائمة وطنية تمثل المكونات الأردنية نجح على رأسها ، ولأنه كذلك ، إمتلك الحس الوطني وإستشعر الخطر ، على نفسه كرجل أعمال ناجح وعلى شعبنا ، بل وعلى مجمل بلدنا ، ولما تتعرض له البلدان العربية المجاورة وتجتاحها أمراض التمزق والأنفلات والإنقسام العامودي بين مكونات المجتمع السوري والعراقي واليمني والمصري والسوداني والليبي ، مما ترك الأثر السيء والإنطباع اليائس في نفوسنا من حجم الكوارث والتصفيات والإغتيالات والسيارات المفخخة الذي ذكرنا بفجاعة تفجيرات الفنادق في بلدنا ، وقبل هذا وذاك ، ما نعانيه من عنف غير مبرر كاد يكون عنواناً يومياً في جامعاتنا وحواضرنا ومحافظاتنا وبدا كأنه بداية العاصفة المدمرة إذا تواصل هذا النزيف المتقطع .
على خلفية هذا المشهد الأردني المتداخل مع رؤية الفاجعة التي تواجه البلدان العربية ، قدم النائب عاطف الطراونة مبادرته الخيرة والتي لاقت الأستحسان والتجاوب من نواب الجنوب وأعيانه وقياداته وفعالياته ووجهائه من أبناء العشائر والعائلات ، لتحقيق هدفين أولهما إدانة كل فعل مشين لا يتجاوب مع قيم شعبنا وتراثه ووحدته ، وثانيهما التمسك بالأمن والأستقرار ووحدة الأردنيين ، بدون الأدعاء بفضل أحد على أحد ، فالكل سواسية أمام تأدية الواجب ونيل الحقوق ، ومرجعيتنا في ذلك الدستور الأردني ، والنظام النيابي الملكي ، وما ينبثق عنهما من إجراءات وسياسات ومواقف .
مبادرة النائب الطراونة ، لخصت القلق ورصفت الطريق ومهدت الوصول إلى الهدف المتمثل بتوسيع دائرة الحدث والفعل والمبادرة الناجحة من مؤتمر لأهل الجنوب وممثليه ، إلى مؤتمر وطني يضم ممثلي الأردنيين من مكوناتهم الأربعة أبناء المدن والريف والبادية والمخيمات ، ولهذا كرة الثلج التي بدأ بها ومنها عاطف الطراونة تكبر ليصبح صوت العقل والحكمة هو الأعلى بدلاً من الأصوات النشاز التي تدعي التمثيل الوطني أكثر من غيرها من المكونات الأردنية ، مع أن رصيدها عبر صناديق الأقتراع متواضع ، رغم صوتها العالي .
مبادرة الطراونة ، بما أفضت إليه من جمع أبناء الجنوب ، في مؤتمر واحد وإعلان الموقف والرؤية عبر إقرار الوثيقة ، تنتظر الخطوة التالية ، عبر تشكيل لجنة تحضيرية لمؤتمر وطني ، يضم أهل الوسط والشمال مع ممثلي أهل الجنوب ، كي يكون مؤتمر المكونات الأردنية وما ينبثق عنه ، حقاً ، مؤتمراً لكل الأردنيين أبناء المدن والريف والبادية والمخيمات ، ومن عرب وشركس وأكراد ، ومسلمين ومسيحيين ودروز ، ومن كافة الأصول والمنابت ، ليكون مؤتمراً يضع الأرضية لمواصلة طريق أردن العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص ، أردن المواطنة المتكافئة لكل الأردنيين ولصالحهم وأمنهم ووحدتهم جميعاً .

