النسخة الكاملة

خليل عطية.. مهندس امتهن السياسة!

الأحد-2013-05-12 03:00 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز-صار علامة فارقة من علامات مجلس النواب ، وركيزة لا يمكن تجاوزها عند الحديث عن الكتل والتحالفات الداخلية.
خليل عطية ، وحده يمثل كتلة نيابية ، ورفض دائماً ان يتوارى خلف غيره ، او يراهن على احصنة الآخرين.
اكثر من سابقة سجلها المهندس النائب في علاقته مع البرلمان:
فهو صاحب اعلى الاصوات بين زملائه في عمان في انتخابات البرلمانات ، اذ تفوق على مرشحي اكبر الاحزاب السياسية في البلاد.
وهو أول نائب يقدم استقالته ، عشية رضوخ حكومة الدكتور عدنان بدران في صيف 2005 لاستحقاقات الجغرافيا على حساب الموقف السياسي.
خليل عطية ، صديق الفقراء ونصيرهم ، يجد نفسه ويفهم دوره ، وهو في صف البسطاء من الناس الذين يحضنون الوطن في صدورهم.
يرفض دائماً ان يكون نائب منطقة ، او مجرد واسطة لتسهيل الخدمات لناخبيه ، مصراً على انه نائب وطن وممثل شعب بأكمله.
استقالة النائب المهندس خليل عطية من مجلس النواب ، او التلويح بها ، لم تكن مجرد خبر ، بل عبرت عن موقف سياسي صارخ ، دفع الرجل ثمنه ، وهو يعرف جيداً ان صرخته لم تكن في واد غير ذي زرع ، لان اصحاب الاصوات العالية تحت القبة وخارجها اصيبوا بالحرج عندما وجدوا انفسهم خارج الدائرة التي تحتم عليهم اتخاذ موقف وقرار.
المهندس الذي اسهم بخبرته في بناء الوطن ، امتهن السياسة من بوابة الضمير الشعبي في مجلس النواب ، وظل حريصاً على الحديث باسم فقراء الوطن الذين منحوه ثقتهم.
عين على بغداد وعين على القدس ، وهو الذي يجاهر بمواقفه السياسية دون ان ينتظر الثمن.
المهندس الذي قرر احتراف السياسة اعتقد ان وجوده في مجلس النواب ، سيعيد للبسطاء من الناس بعض حقوقهم ، فظل حريصاً على التواصل مع المواطنين ، فكان ان حجز مقعده عن الدائرة الاولى في العاصمة منذ عام ,1997
لم تسعفه اصوات زملائه المهندسين في الوصول الى موقع نقيب المهندسين بعد حل البرلمان الثالث عشر ، فكان رهانه على الفقراء الذين منحوه ما عجز عن تحقيقه اي نائب مستقل.
لا يجامل على حساب قناعاته ، بل يقول كلمته تحت القبة او في وسائل الاعلام ، وهو يدرك جيداً انها ترضي الناس ، ولا يتوقف كثيراً عند رضا الحكومات.
في ازقة المخيمات يسير المهندس خليل عطية بثقة واضحة ، فهو يعرف وجوه الناس وأسماءهم وعناوينهم وبلدانهم الاصلية ، ولا يخجل في طرح اسئلته حول دور المخيم ومستقبل ابنائه.
عماني بامتياز ، لكنه لم يقطع جذوره التاريخية مع اللد المدينة التي تملك تاريخها البهي.
المهندس ابو حسين المولود في عمان عام 1958 ، توجه في النصف الثاني من السبعينات الى القاهرة لدراسة الهندسة المدنية في جامعة عين شمس ، وهي سنوات لم تكن هادئة لا في حياة ابي حسين ولا في حياة مصر والعرب ، اذ رأى طالب كلية الهندسة القادم من اطراف مخيم الحسين كيف خرجت مصر من دائرة الصراع بعد زيارة الرئيس السادات للقدس وتوقيعه اتفاقية كامب ديفيد وتداعيات ذلك على الشارعين المصري والعربي ، وتخرج من كلية الهندسة في العام 1981 وهي سنوات كانت قاسية في حياة ذلك الشاب اللداوي.
شغل خليل عطية منصب نائب المدير العام في المؤسسة التي يديرها والده حسين عطية ، وأشرف بحكم تخصصه وموقعه على تنفيذ العديد من المشاريع الهندسية في عمان والمدن الاردنية الاخرى.
كان مجلس امانة عمان الكبرى البوابة التي دلف منها ابو حسين للتصدي للعمل العام ، وقد حجز مقعده في مجلس الامانة بالانتخاب ليتعرف عن كثب على وظيفة الامانة ودورها في تنمية المجتمع المحلي.
رغم انه يسكن في احد ارقى احياء عمان الغربية ، الا ان المهندس النائب يعرف جيدا ازقة مخيم الحسين واحتياجات سكانه ، لاعتقاده ان المخيم يشكل قاعدته الانتخابية ، لذلك لم يكن مستغربا ان يحتل ابو حسين موقع رئيس الهيئة الاستشارية العليا لنادي شباب الحسين ، في وقت حافظ على علاقته مع نقابتي المهندسين والمقاولين.
لا يتحرج في اعلان موقفه السياسي ، وفي إعلان إعجابه بشخص الرئيس الراحل صدام حسين ، وهو يعرف ان ذلك قد يغضب آخرين ، وقد ارتبط بعلاقة وثيقة مع الشيخ الراحل اسعد بيوض التميمي الذي ترك اثرا واضحا في حياة هذا المهندس الذي قرر احتراف السياسة.
خليل عطية وباختصار ينجح دوما بارادة الشعب الفقراء الاوفياء المخلصين..بارادة كل الناس..لانه ابن ناس!  
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير