إلى روح نبيل المعشر

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم: هيثم القضاة
إلى روح أخي الحبيب نبيل المعشر في الذكرى السنوية الرابعة عشرة لوفاته
كل عام أرثيك أيها المقيم في بيت القلب نخلة من الشهامة والرجولة والكبرياء ، وهذا الدمع أسكبه مراراً على ذكراك التي ما تزال تتردد في الوجدان آناء الليل،وأطراف النهار، وأنت أنت وليس سواك الرجل الرجل الذي كان يملأ حياتنا سروراً وألقاً ، وبعدك أعتمت شموس الدنيا في وجوهنا وقلوبنا وصرنا نغلق على نفوسنا بوابات الفرح لا نكسر خلوتنا إلا بتذكرك . والحديث جلل،وللكلام الذي ننطق به عمراً آخر من الذكريات.
وداعاً يا أخي وصديقي... وما أصعب أن تجد في هذا الزمان صديقاً وفياً... والأصعب من ذلك أن يخطف الموت أخاً وصديقاً عشت معه... ذرفت دموعي ، نعم ذرفت دموعي وكلي ألم والقلب يصرخ آه يا زمن .
ودعتك الأخ والصديق ... من مثلك ؟ ... من مثلك ؟ ... ومن أخطا معك منك أعتذر... كنت كالأسد في عرينه منذ الصغر، كنت أتعلم منك الدروس والعبر، رحلت عنا رحلت باكراً.. والقلب من الحزن أنفطر... رحلت باكراً .. فهذا القضاء والقدر... ليتنى أنا من مات .
أخي نبيل ... رحل الكلام مع رحيلك، وكم من الكلام كتبت في جنح الظلام، وكم سهرت من الليالي وأنا أداعب الأقلام وما عجزت يوماً.
رحلت حين كنت أظن بأنني راحل من شدة الحزن والألم ... الموت حق ، اللهم أرحم أخي وصديقي نبيل وأدخله بكرمك جناتك ، اللهم أنني أشهد على طيب معشره وحسن خلقه وحبه للخير .

أخي نبيل ... أبكرت في الرحيل وبلا سؤال ، فأوجعت القلوب ، أنا مجروح من موتك يا صديقي الغالي ، فذكراك تحيا في خيالي ... وسأتبقى في قلبي ووجداني كالنخلة شامخاً، كيف لا وأنت سيد الرجال، كريم الأصل، وعزائي بأنك خلفت كنزاً من الأخلاق وأسمى الخصال.
آه يا نبيل، إنه الموت فلا مجال للمناقشة ولا مجال للرجوع، إنه الموت لا يترك لنا مجالاً للبكاء، فهو عندما يأتي لا يطرق الباب، ولا يدخل من الشباك... إنه يأتينا فجأة .
وعندما حلقت روحك في السماء، رأيتنا نبكي على فراقك، وعرفت كل أسرارنا، وما كنا نخفى عنك، حينّذ علمت حقاً من تألم على فقدانك.
أخي وصديقي نبيل ... أنك تعلم الآن أنني أكتب هذه الكلمات.... ربما أحسدك لأنني كتبت في موتك ، فلربما أموت ولا أحد يذكرني ، لكن موتك هزني .... فوداعاً.
أخي نبيل
إن الكلمات عاجزة عن بث لواعجها في ذكرى فقدانك حتى باتت مغتسلة بالدمع والحسرة ، سلام’’ عليك .... سلام’’ عليك.... سلام’’ على الطيبين ... سلام على الطاهرين .
أخوك المحب
هيثم القضاة