ثقة بشق الأنفس وإنقسامات في الكتل النيابية والنسور يعد بتعديل وزاري

جفرا نيوز - جفرا نبوز - خرجت حكومة رئيس الوزراء عبدالله النسور عصر أمس من عنق زجاجة الثقة، وحصلت على تأييد مجلس النواب بواقع 82 صوتا، فيما حجب الثقة عنها 66 نائبا، وفق ما أعلن رئيس مجلس النواب سعد هايل السرور، وغاب نائب واحد، ولم يصوت رئيس المجلس. جاء ذلك في الجلسة الختامية التي عقدها مجلس النواب عصر أمس برئاسة سعد هايل السرور، لمناقشات النواب لبيان الثقة في الحكومة والذي طلبت ثقة أعضاء مجلس النواب على أساسه. وجاء حصول الحكومة على الثقة بصعوبة بالغة، بعد أن تعرضت طوال أسبوع لنقد نيابي شديد لسياساتها الاقتصادية والإصلاحية وطريقة تشكيلها. ووقفت الحكومة خلال أيام المناقشات الستة الماضية على 'حد السيف' ولم يستطع المراقبون والمتابعون قراءة المشهد بوضوح، وبقيت الثقة متأرجحة حتى اللحظات الأخيرة، بعد أن حشد مؤيدو الحكومة طاقاتهم لعبورها حاجز الثقة، فيما حشد التيار المناوئ لها كل طاقاته لإفشالها نيابيا. وحتى ساعات قليلة من التصويت على الثقة في الحكومة كان المشهد ضبابيا بالكامل، واستمر التحشيد ضد الحكومة مقابل الترويج لها داخل أروقة المجلس، وانتقل التحشيد والتأييد لشرفات المجلس التي كانت ممتلئة عن آخرها على غير العادة. واضطر رئيس الحكومة لتقديم تنازلات في رده على كلمات النواب، من خلال وعده بتعديل وزاري سريع على حكومته، والتشاور مع مجلس النواب بجدية قبل اتخاذ أي قرار يتعلق برفع أسعار الكهرباء. وأبرز التصويت أن الكتل النيابية لم تصوت بشكل جماعي، إذ كان يوجد في الكتل من النواب من منح الثقة ومن حجبها، فيما حجب الثقة عن الحكومة 13 سيدة من أعضاء مجلس النواب، ولم يمنحها سوى 5 نائبات، فيما منحها 15 نائبا من أعضاء القوائم الوطنية من أصل 27 نائبا. وظهر من التصويت أن أعضاء في قوائم وطنية انقسموا بشكل واضح، إذ إن قائمة الوسط الإسلامي التي نجح منها 3 نواب منح منها الثقة اثنان وحجب واحد، وهو ما حصل مع قائمة أردن اقوى، إذ منح واحد وحجب آخر، والحال ينطبق على قائمة وطن، وكذلك على قائمة الاتحاد الوطني. وفي رده على كلمات النواب أكد النسور حرص حكومته على إنجاح تجربة الحكومات البرلمانية، لافتا الى أن التشكيلة الحكومية بعددٍ محدود من الوزراء هدفت إلى التعبير العملي الملموس، عن صدق التوجه القريب لإحقاق الحكومة البرلمانية وبالسرعة القصوى، ولكن بحكمة ورويّة، وبما يُنْجح التجربة الوليدة ويعظّم قيمتها المضافة لمشروعنا الإصلاحي. وقال النسور 'إنني، وبالشراكة مع مجلسكم الموقر، أنظر لهدف إحقاق الحكومة البرلمانية وإنجاحه على أنّه رسالة حكم من قبل جلالة الملك، لا رسالة حكومة فلا تراجع عن ذلك، ونعمل لبنائه وإحقاقه بكلّ الحكمة وبما يليق بالمجتمع الأردني الكبير'، لافتا الى أنه سيسير بخطوات ملموسة لاستكمال الحكومة بشقّها البرلماني، وبما يضمن توافقاً مع مجلس النواب خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة، حسبما تقتضيه العودة إلى الكتل والمستقلين. كما وعد النواب بإطلاق الحوارات الوطنية السياسية الهادفة، ترجمةً لقناعة الحكومة أنّ الحوار الوطني ضرورة مجتمعية لإحقاق التوافقات الوطنية المأمولة، و'سيكون وسيلتنا الأساسية للوصول لصيغٍ قانونية وسياسية حول القوانين الناظمة للعملية الإصلاحية، وفي مقدمتها قانونا الانتخاب والأحزاب وميثاق النزاهة الذي يجب أن ينجز بأسرع ما يمكن'، مبديا استعداد الحكومة للمبادرة بتقديم قانون الصوت الواحد والنظام الانتخابي أمام مجلس النواب.