جودة والمناصير.. ما لا يليق بالأردن
الثلاثاء-2013-04-02 12:23 am

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - الاعتذارات المهينة التي قدمها وزير خارجية الأمر الواقع، ناصر جودة، لسفيري السعودية وقطر، تخصه وحده، وتخص صلاته ومصالحه الخليجية المعروفة، وتخص إداراته اللاوطنية لعلاقات الحكومة الدولية التي لا تأخذ بالاعتبار كرامة الأردن والأردنيين.
وكان جودة يستطيع أن يستقبل السفيرين، ويداهنهما داخل مكتبه كما يشاء، ويرتّب معهما ملفاته الشخصية كما يريد، أما أن يعلن أن مواقف عشرات النواب لا تمثّل البرلمان، فهذه إهانة مزدوجة للأردن وللحياة البرلمانية، وتمثل تعديا صريحا على مكانة وهيبة ودور المجلس النيابي الذي تعالت في صفوفه، غضبة مشروعة على قيام السعودية ـ وخصوصا قطر ـ بتمويل الإرهاب وتدمير سورية، وتكبيدنا النتائج الكارثية الناجمة عن ذلك، وبالذات في ملف اللاجئين السوريين.
ولم يكن النواب ليعلنوا هذه المواقف إلا لأنها تجلب لهم الشعبية. وهذا معناه أن الشعب الأردني يدين، بأغلبيته، سياسات السعودية وقطر في التعاون مع القوى الأجنبية والمنظمات الإرهابية لتدمير سورية الشقيقة وتفجير الإقليم كله.
ثمّ، بأي صفة وبأي حق يتحدث جودة باسم الشعب الأردني. جودة مجرد وزير مفروض بشبكة مصالح داخلية وبضغوط القوى الامبريالية. وهو يمثل الإميركيين والخليجيين في الحكومة الأردنية، ولا يمثلنا، لا يمثّل الأردنيين الذين لا ينحنون لغير الله.
تعيش السعودية حالة من الافتقار للحكمة في الشأن السوري والعربي، وهي منساقة وراء السياسات القطرية التي تستخدم فوائض البتروغاز للتآمر على البلدان العربية، وفي مقدمتها الأردن، وخصوصا لتشغيل الإرهاب سورية، لمصلحة الولايات المتحدة وإسرائيل.
أما رئيس لجنة الشؤون العربية والدولية البرلمانية، بسام المناصير، فقد أهان ، بدوره، البرلمان، مرتين؛ حين أنكر استقلال المؤسسة البرلمانية و التعددية داخلها، وحين حوّل نفسه إلى موظف اعلامي لدى وزير الخارجية، "ينقل" عن جودة تصريحاته المهينة.
فإذا كان رئيس لجنة برلمانية لا يحترم البرلمان ولا أعضاء البرلمان، ويرضى بهذا الدور (..) ، فمن يزعل من النواب بعد حين يتطاول أي كان على مجلسهم؟
ولا نعرف في سياق تقرير الموظف الإعلامي الجديد، لدى جودة، عن اللقاء بالسفيرين السعودي والقطري، ما إذا كان سيده أم هو القائل : "من الأولى أن نحمل المسؤولية للأنظمة التي تدعم النظام السوري بالمال والسلاح والرجال، الذي يمعن في قتل شعبه وأصم أذنيه عن لغة الحوار وكانت الثورة السورية سلمية ولم يحمل أحد من أبنائها السلاح ضد النظام".
وهذا عرض للأحداث يليق بمتحدث باسم المتمردين أو عنصر في جبهة النصرة، ولا يليق بوزير ونائب أردنيين؛ فالنص لا يعد كونه جملة افتراءات؛ فما من أحد في العالم ما يزال يتجاهل أن ما يسمى بالمعارضة المرتبطة بالغرب وتركيا وقطر هي التي ترفض الحوار، وتواصل القتل والتدمير في حرب مفتوحة على الشقيقة سورية، وتزوّد الإرهابيين بالسلاح، وتجمعهم من أنحاء العالم وتموّلهم للقيام بالعدوان على سورية، بديلا عن الجيش الأميركي والإسرائيلي.
لم نعد نعرف إذا كان جودة وزيرا في الحكومة الأردنية أم القَطرية، فموقفه هذا لا يعبر عن موقف الدولة الأردنية والملك الذي كرر حياد الأردن إزاء الأزمة السورية، ومطالبته بحلها حلا سلميا بمشاركة جميع الأطراف.
وبعد، فقد ضجر الأردنيون من هذا الأداء الذليل الذي تمارسه الخارجية، من دون مهنية ومن دون كرامة.

