النسخة الكاملة

عن "ملعوب" إشاعة التعديل لإشراك النواب في الحكومة !!

الإثنين-2013-04-01 02:50 pm
جفرا نيوز -  

جفرا نيوز - بقلم: محمد داودية
كلما كان رؤساء الحكومات الاردنية يوشكون على إتخاذ قرارات صعبة، او إنفاذ مشاريع قوانين في البرلمان، او اقرار قانون الموازنة، أو التحوط من مأزق، او لفكفكة مناخ وجو متفاقم مضاد، أو للخروج من مأزق صعب، كانوا يلجأون الى تكتيك تقليدي مكرور هو إطلاق إشاعة عن قرب التعديل الحكومي لإشراك عدد كبير من النواب.
كانت تلك الإشاعة تسري سريان النار في الهشيم، وتفعل فعل السحر في خلق مناخ غاية في الإعتدال و الهدوء والليونة، فتخفت النبرات الحادة والأصوات العالية، ويخلع المشاكسون انيابهم ومخالبهم ويتحول المعارضون الى حمائم والحمائم الى لبن ماعز خفيف الدسم والى عسل مصفّى.
كنت كتبت على الفيسبوك الخاص بي مقالة بعنوان"الرئيس المكلف بين نارين" بتاريخ 15/3 الماضي جاء فيها ما يلي:" : (( ... تحدثنا عن حال الرئيس -ابو ندهتين- ولم نتحدث عن احوال الوزراء - بندهة واحدة- الذين اشفق عليهم من الان، حيث سيتم صلبهم وتعليقهم من اظافرهم وستتم درجات متفاوتة من المرجلة عليهم واضطهادهم وارعابهم وابتزازهم ... )).
في تقديري ان الحكومة - نص كم- الحالية، لا يمكن أن تسلك مع مجلس النواب او أن تنادده، وأن عددا من الوزراء المكتبيين "الناعمين" ليسوا اندادا لنواب عليهم استحقاقات وضغوط هائلة لن يتمكنوا من تلبية أو تحقيق جزء يسير منها، مما سيخلق حالة من التشنج والخصومة والعدائية، امام ردود الرئيس والوزراء التي خلاصتها: "اليد بصيرة والأيادي قصيرة جدا".
ستكون الحكومة برمتها، رهينة أسيرة مغلولة مكممة، في ايدي النواب. وسيكون الوزراء، كل الوزراء "على الجدار"، هدفا كبيرا بارزا سهلا للنواب، وسيشهد المجتمع عشرات الجاهات لإصلاح ذات البين بين نواب ووزراء، وستنشب مشاكل كبرى، بين الرئيس ووزرائه الذين فشلوا في "استيعاب" النواب، وعجزوا عن التعامل معهم.
ستكون المواجهة حتمية وضارية بين المجلس والحكومة، فالحكومة تشكلت، بتدخل اطراف ليس بينها مجلس النواب، بل ويتغييب كامل له، وهو الذي خاض الرئيس المكلف معه ماراثون نقاشات وحوارات ، اسفرت عن "دق الماء في الإناء"، والضرب بعرض الحائط بكل تحفظات والنواب وترشيحاتهم.
حتى مع الإستعانة بأصدقاء، فإنّ الثقة ليست مضمونة، او انها ستكون على الحافة وعرضة للنكث والنقض، قبل صياح الديك.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير