بلد يلفها الجنون ...
السبت-2013-03-30

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - فارس الحباشنة
حسب علمي ، لم تعبر وجوه سياسية جديدة لحكومة عبدالله النسور الثانية ، و بدقة أكثر "كلهم متشابهون " لا فرق بين عوض خليفات و حسين المجالي وناصر جودة مازال وزيرا للخارجية ، تداخل محكم ومعقد لحلقات التوريث الوزاري و السياسي في السلطة وصل لحد الانصهار .
"ثلة" من الاعوان و المتشابهين في الاراء و المواقف و الافكار و الخلفيات السياسية و الاجتماعية تكاد تنحصر خيارات الدولة في سيطرتهم و أستحواذهم و هيمنتهم على أداراتها في البرلمان و الحكومة
والقضاء و المؤسسات الامنية وغيرها ، شكل و تركيبة الحكومة الثانية لعبدالله النسور يكشف بوضوح أفلاس أدبيات الاصلاح السياسي و التغيير ولو التدريجي من قاموس الدولة .
اليوم كما أمس في حكومة النسور ، و سمير الرفاعي و معروف البخيت و نادر الذهبي و عدنان بدران وفيصل الفايز ، كلهم متشابهون ، و أن أمتزجت بعض الحكومات بنكهات من المعارضة السياسية الصامتة
عن ما يحدث في وطننا الكبير ، الا أنهم متشابهون لحد لا يوصف .
قبل أكثر من نصف قرن أنتج وصفي التل حكومته الثورية و الاصلاحية الوطنية بائتلاف وتحالف سياسي و أجتماعي مع "أولاد الحراثين " والطبقة الوسطى ، اليوم وبعد كل جرى في معادلة اللعبة السياسية في الاردن من تطورات بشكل خيالي و غرائيبي وشهواني "عرائزي " في أساليب التوزير و الوصول الى سدة القرار الحكومي و غيره .
حبذا لو يعود ضحايا صناعة القرار للحكومات السابقة منذ عقدين و أكثر ، ليعرفوا أولا حجم التضليل ، وليغسلوا عقولهم من غبار تلؤث السلطة و التعبئة و المحاصصة و الفئوية و التوريث الوزاري ، نظرة عادلة لواقع سياسي عاري ، ينبض بالفساد و الامراض و الاختلالات العميقة ، مليء بالخدع و الحيل و المقامرة بمصير الحكم الرشيد و العادل للدولة .
حكومة النسور الثانية كغيرها ، تشابه ومطابقة لا توصف ، و فضائح بالجملة في عمليات التوزير و محسوبيات مكشوفة و ملعونة و اجندات واضحة لتصفية قضايا و ملفات وطنية حساسة و خطيرة ، هكذا
صارت لعبة السياسة في البلاد ، صراع في مسير نحو وليمة الفساد الكبرى المشكلة من قلوب الفقراء و جماجم اولادهم .
الدولة الاردنية أشبه بالمتعطلة و الفاشلة ، تسير يوما بعد يوم نحو الانحلال ، لا أحد يتصور الى أين يمكن أن تصل الامور : برلمان فاقد للشرعية الشعبية ، حتى مشارواته تم رميها في سلة الزبالة ، "كومبارسات " نيابية عطلت دور المؤسسة التشريعية ، حكومة فاقدة للاهلية و مجموع قوام وزرائها من صفقات تنفيع ومحسوبيات ضيقة ومكشوفة صدت في أذهان الرأي العام .
معارضة أسلامية ووطنية ويسارية بائسة أسيرة لرهانات خارجية مفتوحة الافق ، شارع أردني يضج بالفوضى و الاختلاف و الانقسام على كل أنواعها ، لا مرجعية وطنية قيادية قادرة على لملمت أوراقه و مطالبه ، عسر معيشي أفقد الاردنيين كرامتهم و عزة أنفسهم ، حولهم متسولين و شحادين على ابواب المعونة الوطنية يبحثون عن سبيل للقمة العيش مهما كان المحال .
نخب من رجال الاعمال و "البزنس " أختفت من عالم السياسة و السلطة ، و تتربص في أوحال أحلامها بادارة الدولة تكدس مليارات الدنانير في بنوك الغرب ، أستثمار فاضح لكل لحظة لجمع ثروات طائلة باسم الاستثمار و تسهيله ، بمساندة واضحة من مؤسسات الدولة التنفيذية ، وما بين هذا و ذلك ، يرقص أبناء الطبقة الوسطى من ميسرين و متعلمين ومثقفين لارضاء الجميع حتى لا تنقطع لقمة العيش عنهم .
وفي الجزء الاخر ، يتربص حفنة من نشطاء المجتمع المدني و المنظمات غير الحكومية باستغلال قضايا الحريات و الديمقراطية و الاصلاح لجمع الاموال ونهبها بطرق شرعية كتجار الحروب " .

