النسخة الكاملة

سليمان الفرجات وأوباما

السبت-2013-03-30 03:17 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز - بقلم عمر الداودية
كالكثير من الشباب الاردنيين استقبلت زيارة أوباما بالكثير من الفتور بالرغم من الهالة الإعلامية الكبيرة التي احاطت بالزيارة و التي وصفت "بالتاريخية"، فبالنسبه للمساعدات الاقتصادية التي كان من المتوقع تقديمها لإيواء المزيد من اللآجئين السوريين، فأعرف مسبقاً –كما يعرف الجميع- أن شعبنا سوف يدفع أضعافها لاحقا من قوته، مائه و فاتورة كهربائه.
كان يهمنا ألا يخلق ضيفنا مزيدا من الاختناقات المرورية في العاصمة، فقد أثقلت شوارع مدينتنا بالضيوف -المرحب و غير المرحب بهم- من كل حدب و صوب.
الحدث الذي شد انتباهي في حضور الرئيس الأمريكي هو زيارته للبتراء، ليس لان رئيس الدولة العظمى تملكه الفضول للتعرف على الصرح التاريخي الأهم في دولتنا، انما كنت أخشى أن يصاحب أوباما في جولته التعريفية شاب "ديجيتالي" قرأ عن البتراء في صفحات "ويكيبيديا" او غيرها من الموسوعات الإلكترونية، و تم إختياره لإتقانه اللكنة و "الحلقة/القصة" الأمريكية حيث أصبح هذا معياراً لا يمكن تجاوزه في اختيار "واجهات" البلد.
ما أسعدني أن الذي قام بمهمة الشرح و التعريف التاريخي و الثقافي لهذه المدينة هو الصديق الألمعي الدكتور سليمان الفرجات، ابن وادي موسى و ابن الجنوب المتعب الذي عرف قيظها و فقرها و همها.
سليمان الذي نحت أسلافه حجارتها و تركوا إرثا من الأصالة و الكبرياء و الكرم، لا تزال جلية فيه وفي ابناء وادي موسى و لابد أن اوباما تعلم يومها كثيرا مما لا يدرس في قاعات هارفرد.
هذه البلاد عامرة بالكفاءات الوطنية المبدعة أمثال سليمان الفرجات الذين لا يجدون حيزاً لهم في بلاد أفضل ما تقدم لهم دوافع الهجرة و تسهيلاتها.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير