النسخة الكاملة

رد الديوان الملكي على الصحفي الامريكي: من غرائب الردود وعجائبها

السبت-2013-03-23 01:40 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز - خاص - بقلم: محمد داودية
بدل "الجبجبة" والزيارات الاعتذارية، التي تؤكد ولا تنفي، وبدل توفير الذريعه والوقت الثمين، لإنفلات التفسيرات فالاحتجاجات، الى حدودها القصوى والدنيا، وبدل تهديدات الصحفي الامريكي للأردن بنشر تسجيلاته، وبدل الإستسلام المعيب لهذه التهديدات وابتلاعها كليا، كان يتوجب على رئيس الديوان الملكي، بالتحديد، أن يصدر "تفسيرا" صادقا دقيقا، عن دلالات لفظ "الديناصورات" الذي ورد في لقاءات جلالة الملك مع الصحفي جيفري غولدبيرغ ونشرته صحيفة "ذي اتلانتيك".

لماذا الهبوط بمستوى رد الديوان الملكي العتيد، الى درك الردود الساذجة، غير المحترفة، الخشبية، الجامدة، كالقول انه تم اخراج النص وانتزاعه من سياقه ومقاصده، ... ألخ، وهي جمل يستخدمها ويصدرها "مرّاق الطريق" وكل من يريد النفي، في كل زمان ومكان ولنفي اي تصريح او حادثة، وليس الديوان الملكي العتيد، الذي تتوفر له ارفع الامكانات الوطنية وأرقاها، ليستعين بخبراتها، كوكالة الانباء الاردنية ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون والمطبوعات والنشر وكل مؤسسات الإعلام الوطني الزاخر بالكفاءات والخبرات الاعلامية العارمة.

كان يجدر - بكل بساطة ووضوح وأمانة- الإقرار بما قاله جلالة الملك، والقول ان جلالته استخدم لفظ "الديناصورات" بغير معناه القاموسي الإنسايكلوبيدي المعجمي، بل- وهو الصحيح - قصد معناه الإصطلاحي الذي يعني: الجمود والحرس القديم وقوى الشد الخلفي العاجزة عن التطور والنمو ومواكبة مقتضيات العصر التي تظن الربيع العربي موجة حارة مدتها 3 شهور وقد عبرت !!

لقد قصد جلالته بمصطلح "الديناصورات" قوى الفساد المتشبثة بمصالحها وامتيازاتها وسيطرتها المطلقة والقوى المحافظة المبثوثة في مختلف طبقات ومستويات الدولة الأردنية: الامنية والسياسية والحزبية والعشائرية والتعليمية والاقتصادية والدينية والثقافية والجامعية.

وكان الملك استخدم سابقا مصطلح "الديناصورات" في لقائه برهط من الشباب في جامعة اليرموك نشره موقع "في المرصاد" الذي يديره الصديق د.موسى برهمومة، بتاريخ 11/8/2011

توجد في بلدنا قوى اجتماعية صاعدة جديدة تكافح بمشقة بالغة واضحة، من اجل الديمقراطية والحريات العامة والتجديد والتقدم والحداثة والاصلاح الحقيقي والعدل، وتقف سدا في وجه تزوير الانتخابات والتعذيب والزبونية وتنصيب المحاسيب ومواجهة الاستبداد والفساد.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير