النسخة الكاملة

حصان طروادة مسؤولية من ؟

الخميس-2013-03-21
جفرا نيوز - جفرا نيوز - خاص بناء على ما تم نشره في مجلة ذي أتلانتك الأميركية من سلسلة مقابلات مع جلالة الملك عبدالله الثاني ، وما صدر من ردود فعل محلية وصولا إلى البيان الركيك الصادر عن الديوان الملكي والتصريحات خالية الدسم لوزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال ، يتوجب علينا كإعلاميين محترفين قراءة الازمة من زوايا مختلفة حرصا على كشف مواطن الخلل التي ساعدت الصحفي اليهودي الاصل في احداث اختراق في المنظومة الاعلامية الملكية ، وتحقيق مآرب تصب في اتجاه بث الفتنة في البلاد .
نعلم كصحفيين بان أي مقابلة يتقدم بها اعلامي لمسؤول او شخصية رفيعة المستوى لابد ان تخضع لإجراءات عدة ابرزها السيرة الذاتية والمهنية لطالب المقابلة واجراء بحث عن مواقفه المسبقة وسلوكياته وما إذا كان يتمتع بارتباطات تتقاطع سلبا مع مصلحة هذه الشخصية المهمة ، وهي مهمة يتولاها مستشارون متخصصون يضطلعون بإجراء البحث والتقصي وفق الامكانات المتاحة قبل اقتراح اعطاء الموافقة الذي يتبعه دراسة للاسئلة وتحليل لاجاباتها المحتملة قياسا على الظروف والاحداث المحيطة ، واحيانا بالتنسيق مع مصادر معلومات متخصصة ، فاين كان اعلام الديوان الملكي من هذا كله ؟
كيف يسمح اعلام الديوان لصحفي يهودي الاصل بالاقتراب من جلالة الملك في الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد ومرافقته في زيارات محلية لاقتناص موقف هنا وحديث هناك وتأويلها بصورة خاطئة لا تخدم الغاية التي من اجلها وافق جلالته على اجراء تلك المقابلات ، بل يمكن القول أن مسؤول الاعلام او المسؤول عنه في الديوان إما انه لا يملك الحد الادنى من الخبرة الاعلامية ليدرك خلال الاشهر الثلاثة الماضية سلبيات المقال قبل نشره ، وإما ان المقالة لقيت هوى في فؤاد ذلك المسؤول تجاه العشائر الاردنية فتعمد نشرها بعد الانتهاء من الانتخابات النيابية .
وفي كل الاحوال يجب المطالبة بإجراء تحقيق حول الظروف التي سبقت و رافقت ثم تلت اجراء هذه المقابلات ، سواء من حيث الاشخاص الذين نسبوا بمقابلة الصحفي اليهودي او الذين نسبوا بالموافقة او الذين علموا بتفاصيلها في الاشهر الماضية ولم يحركوا ساكنا ، ونتوقع عندئذ اجراء تغيرات واسعة في دوائر الديوان واحلال كفاءات مهنية اقدر على الفهم والتحليل والتواصل مع مؤسسات المجتمع والتفاعل مع الاحداث والظروف بدلا من النمط الوظيفي التقليدي لإعلام الديوان الذي يمكن القول انه نتاج للمحسوبية والمجاملات والمصالح الشخصية .
إن قراءة سريعة لعناوين المقال المنشور في الصحيفة الامريكية كافية للاعتقاد بان المقال كتب بعقلية اجنبية فأعيد اخراجه بعقلية عربية ، ونقول عربية نسبة للدقة المتناهية في التركيز على الاوتار الحساسة التي من شانها اثارة الفتنة وسوء الفهم للمعاني المقصودة من بعض الاحداث والمواقف على الساحة المحلية ، وهي موهبة لا يمكن لامريكي ان يحصل عليها دون مساعدة محلية او عربية ، ما يدفعنا للاعتقاد الجازم بان الصحفي اليهودي الاصل باع الموضوع كله مقابل شروط وضعها طرف دخيل لا يحتاج للإشارة او الدلالة عليه إذا اكتفينا بمتابعة القنوات الفضائية المهتمة بالمقال .
المهم الان .. ان تصل الرسالة لصاحب الشأن بان الاردنيين المنتمين المخلصين والمحبين لجلالته قلقون من الاخطاء الفادحة التي تصدر من مواقع يفترض بان يشغلها نخبة متخصصة قادرة على خدمة الخطاب الملكي الذي يعتبر البيرق الاول لخطاب الدولة ، فالحصن يبقى منيعا إذا سلم من الثغرات التي يحدثها المهمل ويستغلها الحاقد المتربص ، وننصح بإعادة النظر بالأسلوب النمطي لتواصل الديوان الملكي مع الاعلام المحلي الذي يحجب الكثير من الكفاءات الوطنية عن انظار جلالته في اللقاءات الصحفية ، وذلك امر بالغ الضرورة ، فان طال الحاجب على العين وجب قصه لضمان رؤية ثاقبة نحو المستقبل .
احد الاشخاص الذين ورد اسمهم في مقال ذي اتلانتيك سارع لتكذيب المعلومة التي تمسه قبل ان يقرأ التفاصيل ، هكذا ... بالفطرة السياسية والوطنية .. ومسؤولو الديوان الملكي علموا بالتفاصيل منذ اشهر.. فهل يعقل انهم تأخروا عن الفهم صدفة ؟!.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير