النسخة الكاملة

اختيار النسور.. خطيئة ما بعدها

الأربعاء-2013-03-13 07:02 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز - خاص - كتب : أسد بن الفرات
يبدو ان خيار النواب في رئيس الوزراء عبد الله النسور لم يكن موفقا ابدا ، وينذر بكارثة شعبية ووطنية كبيرة ، اذ ان الشهور الخمسة التي قضاها في سدة رئاسة الوزراء كانت عجافا على الشعب ، من رفع للاسعار وتجويع للناس . فالمجلس الجديد الذي كان الرهان عليه معقودا ، فشل ايما فشل في ان يكون سيد نفسه ، وان تكون له الكلمة الطولى في الاختيار ، لان الرجل الذي اشتهر عنه الدهاء والتلاعب بالكلام مارس هذا الدور عليهم واقنعهم ان العطار لا يصلح ما افسد الدهر وان البلد ذاهبة الى الحجيم ان لم ينفذ برامج البنك الدولي وهكذا فعل!!!. لم يلجأ النسور الى فتح ملفات الماضي والفساد الذي تعشش في اروقة مؤسسات الدولة وعطاءاتها وكل نفَس فيها بل مارس دور المحذر المنذر الذي لا حول له ولا قوة ، الا من نهب جيوب الغلابى وادخاراتهم بل وديون بنوكهم واقساط مدارس ابنائهم. اذن الخيار لم يكن موفقا والنتائج التي نتلمسها لا تبشر بالخير ، فالرجل جاء محكوما بحمل ثقيل هم وزرائه السبعة العابرون للحكومات والقارات واحلام الغلابى والفقراء ، وان لم يصرح بذلك او ادعى انه يملك التوزير وربما تجده وعد العشرات بل المئات من النواب والمسؤولين بمقاعد لا حصر لها وعندما يظفر بالمقعد الرئيس لادارة دفة الدولة سرعان ما يتنصل من الوعود التي اطلقها كما عهدناه. البلد بعهد النسور دخلت الى نفق عميق سيكون الخروج منه مستحيلا ، فهو يعمق حالة الاستعصاء السياسي والاجتماعي والاقتصادي الى درجة نقول فيها بعد عام : عظم الله اجركم على هذا البلد ، فالتحذير من النسور له اسبابه ، اذ ان الرجل يعمل على تصفية الحسابات في الخفاء ويعمق الاحساس بالغربة في البلد ، فهو من مدرسة " الغاية تبرر الوسيلة" وللحصول على غايته لا يهم ان لم يبق اردن. بالمحصلة العديد من السياسيين ممن عرفوا النسور وتعاطوا السياسة معه يدركون هذا بالفعل ويترقبون الساعة التي ينقلب فيها على حلفائه ، كلما تمكن من ذلك ولا يألوا جهدا في اسقاطهم . فالمبادئ هنا تجزأت وغابت عن الوجدان الوطني الذي ينظر فيها جيئة وذهابا وانه المنقذ للاقتصاد واخراج البلد من عميق ازمتها فلا يسعى الا الى زيادة الاحتقان الشعبي على الحكومة والدولة معا. الى هنا هل يملك النسور حقا ان يوّزر الكفؤ والمجتهد والعصامي ومن لا تشوبه اية شائبة ، وهل يملك النسور القرار والجرأة للبحث عن صاحب الكلمة الجريئة الذي يخالفه الرأي ووجهة النظر الذي يمثل وجدان الاردنيين. اعتقد ان النسور لا يبحث عن هذه النوعية من السياسيين ، فهو يريد من يقول حاضر ومن يصغي جيدا الى محاضرة المعلم الذي يتلاعب بالالفاظ ويطرح الامثلة لدرجة ان يدركهم النعاس. هل يريد النسور امثال وزراء غادروا ردهات الرئاسة تميزو بنظافة اليد والنزاهة بعيدا عن المسميات والمحسوبيات وهو الذي اعترف ذات مساء انه وظف من بلده "السلط" المئات دون وجه حق ويعمل الان على ذات المنوال. اعتقد ان الامل خاب في اختيار النواب وسلبت ارادتهم وتم التغول على رأيهم ورايتهم ، ووقفوا يصطفون يحلمون بالعظمة التي ينعم فيها عليهم عبد الله النسور ولن يظفروا بها ابدا. لا بد ان نعترف ان اختيار النسور لرئاسة الوزراء كانت خطيئة ما بعدها فارجل جُرب ومن يجرب المّجرب ..عقله.." الناس يدركون الان من القادم للحكومة ، ويعرفون كل برامجه ومأربه مثلما يدركون حجم الخطر القادم الذي ينتظرهم ، ويعبرون عن رأيهم بصراحة وعلى الملأ ، واعتقد ان الرئيس عبد الله النسور يعرف ذلك ويدرك معناه جيدا!!.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير