النسخة الكاملة

النواب والمخدرات والنظرة الاولى

الإثنين-2013-03-11
جفرا نيوز - جفرا نيوز – خاص
لم يبح الله تعالى أي شيء لـ"مرة الواحدة" باستثناء ما يتعلق بنظرة الرجل إلى المرأة الأجنبية بحيث يعفى الرجل من المحاسبة الربانية إذا نظر إلى المرأة الأجنبية في المرة الأولى وغض الطرف مباشرة عنها واستغفر الله تعالى ولم يكرر نظرته أو يطيلها وغير ذلك فان كل ما يفعله المسلم من محرمات في المرة الأولى أو المرة الثانية فهو حرام شرعا ولا يجوز وتجب فيه العقوبة ولا يوجد فيه مجال للتبرير والحصول على استثناء.

في مجلس النواب الأمر مختلف تماما فحمل السلاح ومحاولة إشهاره للمرة الاولى جائز شرعا والشتم والذم والتحقير أيضا للمرة الأولى جائز شرعا وشتم الدين وهذا ما سمع داخل أروقة المجالس النيابية السابقة وليس المجلس الحالي جائز شرعا ...وتفتيش الصحفيين للمرة الأولى جائز شرعا ومنح رئيس الوزراء عبدالله النسور من مجلس النواب السابع عشر للمرة الأولى وهو فاقد لشرعية الشعب"النسور" جائز شرعا.

يوم أمس اختتمت فعاليات شعار "للمرة الأولى" عند مجلس النواب المبجل الذي يظهر بأنه مهتم جدا بقضايا المخدرات ومتابعتها ومنح متعاطيها أيضا الشرعية والعفو ليقومون بمنح من يتعاطى المخدرات للمرة الأولى العفو والجواز القانون ضمنيا.

لا يمكن لأحد أن يصدق بأننا وصلنا مع مجالسنا النيابية إلى هذا المستوى من الانحطاط ، كن نتوقع كل شيء إلا أن يصل بنا الأمر إلى أن نقول للشباب الذين هم ليسو بحاجة إلى من يوجههم للانحراف لان مدارسنا وجامعاتنا وملاعبنا وحدائقنا وشوارعنا ومؤسساتنا لا بل وصل الخطر إلى ابعد من ذلك أصبحت جميعها أمكان لتعليم كل ما هو محرم شرعا من تعاطي للمخدرات وتبادل الرذيلة من لواط وسحاق وزنا وتبادل للأفلام الإباحية و"شم التنر" وتعاطي الدخان وغير ذلك وهو بمعنى أن هذا القرار النيابي يعني منح كل مواطن أردني السماح له بأن يتعاطى المخدرات لمرة واحده فقط وكأن الموضوع عروض شتوية وبضاعة نريد أن ننفقها وليس الموضوع له علاقة بالأمن الاجتماعي والأخلاقي والديني واستقرار الوطن.

عجبا لهؤلاء النواب كيف يفكرون بمصلحة الشعب الم يدرسوا حجم انتشار المخدرات في الأردن وانعكاسها على امن واستقرار الوطن؟ أم أنهم لا يفكرون إلا بما يتماشى مع مصالحهم المالية الخاصة؟ كيف يمكن لمجلس نواب أن يأتي بمثل هذا التصرف ويتخذ مثل هذا القرار وهو يدرك عواقبه على مجتمع متفسخ أصبحت الجريمة عنوان بارز بالأردن، وهل يضمن النواب تجار المخدرات من الاستفادة من هذا التعديل للترويج إلى بضاعتهم القاتلة؟ أم أن أخلاق تجار المخدرات لن تسمح لهم باستغلال هذا التعديل الجنوني؟

لو عرضنا مثل هذا التعديل لقانون المخدرات على نواب ليس لهم علاقة بالإسلام والوطنية والعروبة ربما بالتأكيد لن يقدموا على الموافقة على مثل هذا التعديل ، ولكن لا نعلم ما الذي أصاب نواب الشعب وممثليهم وهم يوجهون اكبر ضرباتهم القاسية إلى الشعب والوطن حتى وصل العبث بهم إلى هذا المستوى من العبثية القائمة على إباحة تعاطي المخدرات لمرة واحده...

لكن يبقى السؤال المطروح هل سيتبنى النواب مذكرة نيابية تطالب معالي وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بدعوة الأئمة والوعاظ والخطباء إلى إبلاغ الناس من خلال المنابر وبيوت العبادة بان تعاطي المخدرات لمرة واحده جائز ولا يحاسب عليه الإنسان؟وهل سيقوم مجلس النواب بتعديل آخر يسمح بالترويج للمخدرات من خلال الإعلانات وذلك بحجة إطلاع الناس على أنواع المخدرات واقلها ضررا على الجسم؟

نتمنى على مجلس النواب أن يبيح لنا الزنا وشرب الخمر والقتل والربا واللواط والسحاق وكل ما هو محرم ومرفوض شرعا ومرغوب نيابيا لمرة واحده على غرار السماح بتعاطي المخدرات لمرة واحده...فعلا هزلت يا أصحاب المعالي والسعادة النواب.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير