النسخة الكاملة

إرث روكس بن زايد العزيزي يواجه الاهمال والتهميش

الأحد-2013-03-10 11:11 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز-  فارس الحباشنة
منذ العام 2010 ووزارة الثقافة تتخبط بمشروع اعادة طباعة وتحقيق الارث الابداعي للمؤرخ الراحل روكس بن زايد العزيزي «مشروع موسوعة روكس العزيزي للتراث» والذي كان من المفترض أن تتحمل الوزارة كامل مسؤوليتها تجاهه، لكن الى اليوم لم ينجز حتى المرحلة الاولى من المشروع الذي تكفلت الوزارة من خلاله باعادة تحقيق وطباعة أمهات الكتب التي خلفها المرحوم العزيزي.
العشرات من المجلدات لم تر النور، ارشيف تاريخي نادر تشتت هنا وهناك، بعدما بقيت لاكثر من 3 أعوام في مجمع اللغة العربية تحت سطوة الاهمال والتهميش ودون أدنى حد من الرعاية والحفظ السليم لمجلدات ورقية تسطر التاريخ الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للاردن قبل الثورة العربية الكبرى وبعدها، ويحفظ أسرارا لبدايات تأسيس الدولة الاردنية.
يخال للاردنيين عند ذكر العلامة المؤرخ روكس بن زايد العزيزي أن موروثه الابداعي في التاريخ والادب، يملأ مكتباتنا الوطنية، وأنه يحظى برعاية واهتمام رسمي حثيث، وفي تلك المدينة التي مثلت وحي الكلمة والسياق لابداعات الراحل العزيزي، وما زال مشروع إعادة ترميم وتأهيل منزله التراثي متعثرا ولا يلقى اهتماما ورعاية من قبل وزارة السياحة التي تعهدت بتمويل انجازه قبل عدة أعوام.
استبشرت عائلة المرحوم العزيزي خيرا عندما تعهد وزير الثقافة السابق طارق مصاروة باعادة تحقيق وطباعة إرثه الابداعي، ولكن تقلب الوزراء على الثقافة كما يقول نجل الراحل المهندس فايز روكس العزيزي عطل المشروع بحجة عدم توفر المال الكافي عند الحكومة لدعم تنفيذ مراحل اعادة تحقيق وطباعة الارث الابداعي للراحل العزيزي.
حلم حماية إرث الراحل العزيزي الابداعي، وتحويل بيته الى بيت تراثي لم يزل يراود عائلته، وخصوصا بعدما قوضت السنوات بعضا من أسس هذا الحلم، إما بسبب التمويل والدعم المالي، أو لعدم وجود جدية رسمية في رعاية والحفاظ على التراث الابداعي الاردني.
يقول نجل المرحوم العزيزي: إن مخطوط «معلمة التراث الاردني وقاموس العشائر» وحدهما تم اعادة تحقيقهما وطباعتهما من قبل وزارة الثقافة -من أصل 80 مخطوطا، يتكدس على أوراقها غبار الزمان وتنتظر قرارا رسميا جادا يحميها ويصونها من الضياع والاندثار.
القلق يزداد على ضياع إرث روكس العزيزي الابداعي، وثمة معلومة «صارخة» يفجرها فايز العزيزي، ومفادها أن المخطوطتين المعاد تحقيقهما وطباعتهما كانتا دون المستوى المنهجي والعلمي الرصين على مستوى التحقيق والطباعة، وأن أجزاء من قاموس العشائر تم حذفها بطريقة أفقدت الكتاب قيمته التاريخية والاجتماعية، ويتساءل لماذا هذا الاجحاف بحق أول مؤرخ ومبدع أردني؟.وهناك مسألة أخرى تؤلم عائلة المرحوم روكس العزيزي وهي تجاهل الجامعات والمؤسسات الاكاديمية لتاريخه ورصيده الابداعي والتعميم عليه، ويقول نجله يؤسفني أن ارث الراحل الابداعي بقي مكدسا لاكثر من 3 أعوام في مجمع اللغة العربية ولم يجر حوله أي دراسة أكاديمية بحثية، فيما يجهد باحثون عرب وأجانب للسؤال عن أرث روكس العزيزي.
يذكر أن روكس العزيزي ولد في مدينة مادبا عام 1903 من عائلة عرفت بالعلم والجاه وتوفي في 21 أيلول 2004، ولم يكن العزيزي معلماً وأديباً وحسب، بل كان مناضلاً من طراز رفيع، فلقد عالج تلك المرحلة المتهالكة بتأسيس جمعية سرية لمواجهة مساوئ ضعف وتخلف الحكم العثماني، وطالب بعروبة الكهنة في المناطق العربية وذلك لتخفيف ومجابهة الأطماع الغربية في المنطقة من خلال الرعاية الدينية.
إلى ذلك أصدر نحو ثمانين كتاباً، منها: قاموس اللهجات والأوابد الأردنية، ومعلمة للتراث الأردني، وسلسلة المنهل في تاريخ الأدب العربي، وسلسلة الزنابق. وله دراسات عن العشائر الأردنية وقصص مستوحاة من الصحراء.
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير